للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينه وِبين يَزِيد وخَالِد، فقال: إنَّما هو شيءٌ تبردْتُ به، ما لي عندَهُ شيءٌ، فصَدَّقَهُ وأجازَهُ يُوسُفُ، وخَرَجَ يُريد المَدِينَة، فلَحِقَهُ رِجَال من الشِّيْعَةِ، فقالُوا له: ارْجع فإنَّ لك عندنا الرِّجال والأمْوَال، فرجَعَ وبَلَغَ ذلك يُوسُف.

قال ضَمْرَة: فسَمِعْتُ مُهَلَّبًا يَقُول: أمرَ يُوسُف بالصَّلاةِ جَامِعةً فمَن لَم يَحْضُرِ المَسْجِد فقد حَلَّتْ عليه العُقُوبَة، قال: فاجْتَمَع النَّاس وقالُوا: نَنظُر ما هذا الأمْر ثُمَّ نَرْجع، قال: فاجْتَمَع النَّاسُ فأمرَ بالأبْوَابِ فأخذَ بها فبَنى عليهم. قال: وأمَرَ الخَيْل فجالَتْ في أَزقَّةِ الكُوفَة، قال: فمَكُث النَّاسُ ثلاثة أيَّام وثلاث ليال في المَسْجِدِ يُؤْتَى النَّاس من مَنَازِلهم بالطَّعَام ويتناوبُهُم الشُّرَط والحَرَسُ.

قال: فخَرَجَ زَيْد على تلك الحالِ، فلَمَ يلبَثْ أنْ تَرْتفع الشَّمْس حتَّى قُتِلَ من يَوْمِهِ، لَم يَخْرج معه إلَّا جُمَيع، فأخَذَهُ رجُلُ في بُسْتَانٍ له و صَرَفَ الماءَ عن السَّاقِيَةِ، وحفَرَ له تحت السَّاقِيَةِ ودَفَنَهُ، وأجْرَى عليهِ الماءَ، قال: وغُلَام له سِنْديّ في بُسْتَانٍ له يَنْظُر، فذَهَب إلى يُوسُفَ فأخْبَره، فبعَثَ فاسْتَخْرجه ثمّ صَلَبَهُ.

قال ضَمْرَة: فمن يَوْمئذٍ سُمِّيَت الرَّافِضَة؛ أتَوا إلى زِيْدٍ فقالُوا: سُبَّ أبا بَكْرٍ وعُمَر نَقُوم معَكَ ونَنصُرك فأبَى فرَفَضُوا ذلك فسُمُّوا يَوْمئذٍ رَوَافِض، فالزَّيْدِيَّةُ لا تَسْتَحِلّ الصَّلاةَ خلْفَ الشِّيْعَةِ.

قَرَأتُ على أبي اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، قُلْتُ له: أخْبَركم أبو القَاسِم هبَةُ الله بن أحْمَد بن عُمَر الحَرِيرِيّ، فأقَرَّ به، قال: أَخْبَرَنا أبو طَالب مُحَمَّد بن عليّ بن الفَتْح العُشَارِيّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الحُسَيْن مُحَمَّد بن أحْمَد بن سَمْعُون، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بن عليّ بن مَالِك، قال: أخْبَرَنِي مُحَمَّد بن سُلَيمان بن الحاَرِث، قال: حَدَّثَنَا عَمْرو بن حَمَّادٍ، قال: حَدَّثَنَا أسْبَاطُ بن نَصْر، عنِ السُّدِّيّ، قال: قال زَيْد بنِ عليّ: الرَّافِضَة حَرْبي وحَرْبُ أبي في الدُّنْيا والآخرة، مَرَقَتِ الرَّافِضَةُ علينا كما مَرَقَت الخَوَارِجُ على عليّ عليهِ السَّلامُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>