للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعُدْتَ والكِبْرُ قد نَافَى عُلَاكَ فَما … عدَوْتَ شِيْمة سَبْطِ الخَلْق مُبْتَهِلِ

أتَتْكَ غرُّ قَوَافي المَدْح خَاضِعَةً … لدَيْكَ فاقْبَل ثَنَاءً غيرَ مُنْتَحَلِ

ثَنَاءَ مَنْ لَم يَجِدْ وَجْنَاءَ تَحْمِلُه … إليكَ أو صَدَّ بالاقتَارِ عن جَمَلِ

صَلَّى عليكَ إلَهُ العَرْش مُشْتَملًا … عليكَ يا خَيْرَ ما حافٍ ومُنْتَعِلِ

قال (١): وأَنْشَدَنا يَمْدَحُهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، وهِي أيضًا ممَّا قَرأتُه بخَطِّ أبي نِزَار: [من البسيط]

مَنْ حَامِل عن أخيه بَسْطَ (a) مَألُكةٍ … يهُذُّها (b) أنْ أُفيْضَ القَالُ والقيْلُ

يقُولُ والحُجُراتُ الغُرُّ تَسْمَعُهُ … والوَفْد كُلٌّ بما يَعْنِيْه مَشْغُولُ

هل سَامِعٌ يا رسُولَ اللَّهِ أنْتَ لمن … ولاؤُهُ لكَ مَرْويٌّ ومَنْقُولُ

بلَغْتَ من غايةِ الإكْرَام مَنْزِلةً … عنها أُعِيْدَ الأَمِينُ الرُّوْحُ جِبْرِيلُ

فعَادَ مَنْ رَام كُفْوًا من مَدَائِحِهِ … يَزْهَى ومِقْوَلُهُ بالعَجْزِ مَفْلُولُ

فاقبَلْ إليكَ اخْتِصَارًا عُذْرَ قَائلِهِ … إِنَّ حَقُّ مَدْحِكَ لَم يَبْلُغْهُ تَطْويلُ

وَلْتُرضِكَ الصَّلَوَاتُ الغُرُّ دَائمةً … يَزِيْنُ أَمْرَاطَها ما شِئْتَ تَرْفيلُ

قال (٢): وأنْشَدَنا في مَدْحِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، وهي مما نَقَلْتُهُ من خَطِّه: [من المنسرح]

يا خَاتِم الأنْبِياء قَاطِبَةً … أتَاكَ لفْظُ الثَّنَاءِ يَسْتَبقُ

كُنْت نَبِيًّا وطينْ آدَمَ مَجْبُولٌ … وتلك الأنْوَار تَأتلِقُ

وعُدْتَ فينا تَدْعُو (c) إلى سُبُلِ الحَقِّ … فقَدْ أُوْضِحَتْ بكَ الطُّرُقُ


(a) ابن عساكر: بسبط، وينكسر بها الوزن.
(b) ابن عساكر: يهزها.
(c) ابن عساكر: تهدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>