قُلْتُ: وقَرَأتُ هذه الأبْيَات بخَطِّ أبي نِزَار مع المُقَطَّعات الأرْبَعة الّتي تأتي بَعْدها، في مَدْح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم (١): [من البسيط]
للَّه أخْلَاقُ مَطْبُوع على كَرَم … ومَنْ به يَشرُف العَلْيَاءُ والكَرَمُ
أَغَرَّ أبْلَجُ يَسْمُو عن مُسَاجَلةٍ … إذا تُذُوْكِرَت الأخْلَاق والشِّيَمُ
سَمَتْ عُلَاكَ رسُولَ اللَّهِ فارْتَفَعَت … عن أنْ يُشِيْر إلى إثْبَاتها قَلَمُ
يا مَنْ رَأى المَلأَ الأَعْلَى فَرَاعَهُمُ … وعَادَ وهو على الكَوْنَين يَحْتَكمُ
يا مَنْ لهُ دَانَت الدُّنْيا وزُخْرِفَت … الأُخْرى ومَنْ بعُلَاه تَفْخَر النّسَمُ
يا مَنْ به عادَ وَجْهُ الحَقّ مُتَّضحًا … من بَعْد أنْ ظُوْهرَتْ بالبَاطِل الظُّلَمُ
ومَنْ تواضَعَ جِبْريل الأَمِينُ لهُ … ودُوْنَ حَقّ نُهَاه هذه القسَمُ
عَلَوْتَ عن كُلّ مَدْح يُسْتَفاض … فما الجَلَال إلَّا الّذي تَنْحُوه العِظَمُ
على عُلَاكَ سَلَامُ اللَّه مُتَّصِلًا … ما شِئْتَ والصَّلَوَاتُ الغُرّ تَبْتَسِمُ
وقَرأتُ بخَطِّه، وقال الحافِظُ (٢): وأنْشدَني في مَدْحهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم: [من البسبط]
يا قَاصِدًا يَثْرِب الفَيْحَاء مُرْتَجيًا … أنْ يَسْتَجِيْر بعَلْيَا خَاتِم الرُّسُلِ
خُذْ عن أخيْك مَقَالًا إنْ صَدَعْتَ … بهِ مُدحْتَ في آخر الأعْصَار والأُوَلِ
قُلْ يا مَن الفَخْر مَوْقُوفٌ عليهِ فإنْ … تُذُوْكِرَ الفَخْرُ لَم يَصْدفْ ولَم يَمِلِ
صِيْتٌ إذا طُلبَتْ غَايَاتُهُ خَرَقَتْ … سَبْعًا طِبَاقًا فبذَّت كُلّ ذي أمَلِ
عَلَوْتَ وازْدَدْتَ حتَّى عادَ مُمْتَدِحًا (a) … جِبريل عمَّا له قد كان لَمْ يَطلِ
(a) في معجم الأدباء: مبتذخًا.