أخْبَرَنا أبو الحَجَّاج يُوسُفُ بن خَلِيل الدِّمَشقيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن بَوْش الأزَجِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو العِزّ أحْمَدُ بن عُبيد اللَّه بن كَادِش، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ الجَازِرِيّ، قال: أخْبَرَنا المُعَافَى بن زِكَرِيَّاء النَّهْرَوَانيّ (١)، قال: حَدّثَنَا يزْدَادُ بن عبد الرَّحْمن، قال: حَدَّثَنَا أبو مُوسَى -يعني تِيْنَة- قال: حَدَّثَنَا القَحْذَمِيّ، قال: تزوَّج قَيْسِ بن مَعْدِي كَرْب بنْتَ الحَارِث بن عَمْرو من بني آكِل المُرَار، فوَلدتْ له الأشْعثَ بن قيس، فقال: أبو هَانئ الكِنْدِيّ: [من الوافر]
بنَات الحَارِثِ الملك بن عَمْرو … تَخَيَّرُهَا فتنكح في ذراها
لها الوَيْلاتُ إذا أنكحتمُوهَا … ألا طَعَنت بمُدْيَتها حَشَاهَا
وقد نبئْتُها ولدَتْ غُلامًا … فَلا عاش الغُلَام ولا هَنَاهَا
فأجَابَهُ أبو قَسَّاس الكِنْدِيّ:[من الوافر]
ألَا أبْلغ لدَيْكَ أبا هُنَيٍّ … ألَا تَنْهى لسَانَكَ عن رَدَاهَا
فقد طَالَبْتَ هِنْدًا قَبْل قَيْسٍ … لتَنْكحَها فلم تكُ من هَوَاهَا
فطافَتْ في المَنَاهِل تبتَغِيها … فلاقَتْ مَنْهلًا عَذْبًا شَفَاهَا
شَدِيد السَّاعدين أخَا حُرُوب … إذا ما سِيْلَ منْقِصَةً أباها
وما حُثَّتْ مطيَّتُهُ إليها … ولا من فَوْق ذَرْوتها أتَاهَا
قال عِيسَى: قال القَحْذَمِيِّ: وآلُ الأشْعَث يُنْشدُونَ هذا الشِّعْر ولا يُنْكرونه. قال: والأشْرَاف لا يُبالُونَ أنْ يكون أخْوَالهم أشْرَف من أعْمَامِهِم (a).
قال القَاضِي الجَرِيْريِّ (٢): قَوْله في الشِّعْر: