للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلَّم: آتي يَوْمَ القِيامَة بابَ (a) الجَنَّة فأسْتَفْتح، فيقُولُ لي الخَازِن: مَنْ أنْتَ؟ فأقُول: مُحَمَّدٌ، فيقُول: بكَ أُمرتُ أنْ لا أفْتح لأحَدٍ قَبْلك.

ظَفِرْتُ بكتاب كَتَبه مُؤَيَّدُ الدَّوْلةَ أُسامَة بنُ مُرْشِد بن عليّ بن مُنْقِذ الكِنَانِيّ إلى أخيهِ أبي المُغِيْث مُنْقِذ بن مُرْشِد على يد تَاج العُلَى إلى آمِد، دَفَعه إليَّ القَاضِي بَهَاء الدِّين أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن إبْراهيم بن الخَشَّاب، يَتَضَمَّن التَّنْبِيْهَ على فَضْل تَاج العُلَى وذِكْر مَنَاقِبه، فنَقَلْتُ من خَطِّ أُسامَة في أثْناءِ الكتاب: يُنْهي عَبْدُكَ (b) أنَّهُ اجْتَمع بالأَمِير السَّيِّدِ الأجَلّ الأَوْحَد، العَالِم عَلاء الدِّين أبي العِزّ الأشْرَف بن الأعَزّ الحَسَنيّ، أدَام اللَّهُ عُلوَّهُ، فرَأى آذِيّ بَحْر لجميعِ العُلُوم زَاخِر، مُضَاف إلى النَّسَب الشَّريف الفَاخِر، جليسُه منهُ بين رَوْضَةٍ وغَدِير، وأدَبٍ بَارِع وفَضْلٍ غَزِير، قد احْتَوى على فُنُون الأدَبِ، وأحْكم مَعْرفَةَ السِّيَر والنَّسَب، وما أصفُ لك يا مَوْلاي فَضْلَه غير أنَّني واللَّهِ ما رَأيْتُ مثْلَه، وما أنتَ يا مَوْلاي -جُعلْتُ فدَاءَكَ- ممَّن يُنَبَّهُ على فَضِيْلةٍ، ولا يُحثُّ على مَكْرمةٍ، فاصْرف همَّتَكَ إلى ما تَلْقَاهُ به من الإكْرَام والتَّبْجِيل لفَضْل عِلْمِه الغَزِير، وشَرَفهِ الأصِيْل.

نَقَلْتُ من خَطِّ العِمَاد أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الأصْبَهَانِيّ في كتاب السَّيْلِ والذَّيلِ (١) الّذي ذَيَّلَ به على خَرِيْدَة القَصْر، وأجازَ لنا ذلك عنه جَمَاعَةٌ منهم أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر القُرْطُبِيّ، قال: الشَّريفُ شَرَفُ الدِّين، الأشْرَف ابن الأعَزّ بن هاشِم الحَسَنيّ الرَّمْليّ، المَعْرُوف بالنَّاقِلَةِ، النَّسَّابَة، المُقِيْم بحِصْن كِيْفَا، مَولُده بحُمْرَان بين مَكَّة والمَدِينَة (c)، وقد سَافَرَ إلى بلَادِ المَغْرب والمَشْرِق، والأنْدَلُسِ، وصِقِلِّيَّة، ومِصْر، وأَذْرَبِيْجَان، وغيرها. حَضَر عندي بالخَيْمَة على آمِد في


(a) ساقطة من ب.
(b) ب: عبد يُنْهي.
(c) في مخطوطة السيل: بحران، ولم يرد فيها قوله: بين مكة والمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>