للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُصْحُ الإمَام على الأنَام فَرِيْضَةٌ … ولأهْلهِ (a) كَفَّارَةٌ وطَهُورُ

فلمَّا أنْشَدَهُ قال الرَّشِيْد: أوقَدْ فَعَل؟ وعَلمَ أنَّ الوُزَرَاء احْتَالُوا في ذلك، فغَزَاهُ في بَقِيَّةِ الثَّلْج، فافْتَتَح هِرَقْلَة في ذلك الوَقْتِ، فقال أبو العَتَاهِيَةِ (١): [من الوافر]

ألَا نَادَتْ هِرَقْلَة بالخَرَابِ … من المَلِكِ المُوَفَّق للصَّوَابِ

غَدَا هَارُون يُرْعِدُ بالمَنَايا … وببرِقُ بالمُذكَّرَة القِضَابِ (b)

وغَايَاتٍ (c) يَحُلّ النَّصْرُ فيها … تَمُرُّ كأنَّها مَرُّ (d) السَّحَابِ

أَمِيرَ المُؤْمنِيْن ظَفِرْتَ فاسْلَمْ … وأَبشرْ بالغَنِيْمَة والإيَابِ

قال: أراد قول امْرِئ القَيْس (٢): [من الوافر]

وقَدْ طوَّفتُ في الآفاق حتَّى … رَضيْتُ من الغَنِيْمَة بالإيابِ

أنْبَأنَا أبو القَاسِم عبدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن أحْمَد بن قُبَيْس، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر بن عليّ (٣)، قال: حَدَّثَني عُبَيْدُ الله بنُ أبي الفَتْح، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن إبْراهيم بن الحَسَن، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن عبدِ الرَّحْمن السُّكَّرِيّ، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الله بن أبي سَعْد الوَرَّاقُ، قال: حَدَّثَني عليُّ بنُ الحَسَن بن عُبَيْد الشَّيْبَانِيّ، قال: حَدَّثَني هَارُون بن سَعْدَان، قال: كُنْتُ جالِسًا مع أبي نُوَاسٍ في بَعْضِ طُرُق بَغْدَادَ، وجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ به وهو مَمْدُودُ الرِّجل بين بني هاشِم وفِتْيانِهم، والقُوَّادِ وأبْنائهم، ووُجُوهِ أهْل بَغْدَاد، فكُلّ يُسَلِّم عليه، فلا يَقُومُ إلى أحدٍ منهم، ولا يَقْبِضُ رِجْلَهُ إليه، إذ أَقْبلَ شَيْخٌ رَاكبًا على حِمَارٍ مَرِيْسيّ، وعليه ثَوْبَان دَبِيْقِيَّان؛ قَيْض ورِدَاءٌ قد تَقَنَّعَ بهِ، وردَّهُ على أُذُنَيْه، فوَثَبَ إليه أبو نُوَاسٍ،


(a) الطبري وابن شداد: ولأهلها.
(b) الأصل: القصاب، والمثبت من ب والديوان والأصفهاني، وهي السيوف وقيل السهام. لسان العرب، مادة: قضب.
(c) الديوان والأغاني: ورايات.
(d) الديوان: قطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>