للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البَأَّر (a)، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله الحُسَين بن مُحَمَّد الكُتْبِيّ الحاكمِ بهَرَاة، قال: سَنَة تِسْعٍ وأرْبَعين وأرْبَعِمائة وَرَدَ (b) الخبرُ بوَفَاةِ الإمَام شَيْخِ الإسْلَام إسْمَاعِيْل الصَّابُونِيّ بنَيْسَابُور في المُحَرَّم، وكانَ مَوْلدُهُ في سنَة ثَلاثٍ وسبْعِين وثَلاثِمائة (c)، وكان أوَّل مَجْلِسٍ عقَدَهُ بنَيْسَابُور بعد قَتْلِ والده أبي نَصْر في سَنَة اثْنَتَيْن وثَمانين وثَلاثِمائة، وسَمِعْتُه يَقُولُ: هَرَاةُ وسِجِسْتَان مَجْمَعُ الأُسْرة، وبُوشَنْج مقْطَعُ السُّرَّة، ونيسَابُور مَوضعُ النُّصْرَة.

وذكَرَ غيرُ الكُتْبِي أنَّ مَوْلدَهُ ببُوشَنْج لَيْلَة الاثْنَين للنِّصْف من جُمَادَى الآخرة.

قال الحافِظُ أبو القَاسِم (١): أنْبَأنَا أبو الحَسَن الفَارِسِيّ، قال: حَكَى الأثْبَاتُ والثِّقَاتُ أنَّهُ كان يَعْقد المَجْلِس، وكان يعظُ النَّاسَ ويُبالغُ فيه، إذْ دُفِعَ إليه كتابٌ ورَدَ من بُخَارَى، يَشْتَملُ (٤) على ذِكْرِ وَبَاءٍ عَظِيمٍ وقَع بها، واسْتَدْعَى فيهِ أغْنِيَاء المُسْلمِيْنَ بالدُّعَاءِ على رُؤوس المَلَأ في كَشْف ذلك البَلاء عنهم، ووُصف فيه أنَّ واحدًا تقدَّم إلى خَبَّازٍ يشتَري الخُبْز، فدفَع الدَّرَاهِمَ إلى صَاحب الحانُوْت، فكان يَزنُها والخبَّاز يَخْبزُ والمُشْتَري واقفٌ، فماتَ الثَّلاثةُ في الحالِ، واشْتَدَّ الأمرُ على عامَّةِ النَّاسِ. فلمَّا قرأ الكتابَ هَالهُ ذلك، واسْتَقْرأ من القَارِئ قَوْله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} (٢) ونَظائرها، وبالَغ في التَّخْويْف والتَّحْذِيْر.

وأَثَّر ذلك فيهِ، وتغيَّرَ في الحال، وغلَبَهُ وجَعُ البَطْن من سَاعتِه، وأُنْزل من


(a) في ب وابن عساكر: الباز، وقد تقدم ذكره بالراء ونسبته إلى عمل الآبار، تكرر فيما مضى ذكره في غير موضع.
(b) الأصل: وورد، والمثبت من تاريخ ابن عساكر.
(c) من قوله: بنيسابور .. إلى هنا ساقط من ب.
(d) ابن عساكر: مشتمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>