للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به المُوَافقُ والمُفَارِقُ، وكان المَأْمُونُ يقُول: لولا ما سبَقَ لإسْحاق على ألْسِنَةِ النَّاسِ من الغِنَاءَ لوَلَّيْتُهُ القَضَاءَ، فإنَّهُ أوْلَى به، وأعَفُّ وأصْدَقُ، وأكثَرُ دِيْنًا وأمَانَةً من هؤلاء القُضَاة.

وقال الوَاثِقُ (١): ما غَنَّاني إسْحاقُ قَطّ إلَّا ظَنَنْتُ أنْ قد زِيْدَ في مُلْكي، وأنَّ إسْحاق نِعْمَةٌ من نِعَم المُلْك الّتي لم يَحْظَ أحدٌ بمثْلها، ولو أنَّ العُمْرَ والشَّبَابَ والنَّشَاط ممَّا يُشْتَرَى لاشْتَريتُهُ لهُنَّ (a) بشَطْرِ مُلْكِي.

وذَكَره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الجَرَّاح في كتاب الوَرَقَة (٢)، فقال: إسْحاق بن إبْراهيم المَوْصِلِيّ، أبو مُحَمَّد، مَوْلَى لبني تَمِيْم، كَثِيْر الشِّعْر، حَسَنُهُ، وأكثَرُ أغَانيْهِ في أشْعَاره، وهو أسْتَاذُ النَّاس في صِنَاعَته، وفي عِلْم الأخْبارِ والأشْعَار، وله بالفِقْهِ أيضًا مَعْرفَةٌ، وقال: لي عِشرين سَنَة ما رأيتُ مثْلَهُ قَطّ. قال: وسَألتُه عمَّا عندَهُ من الكُتَب، فقال: عندي مائتَا قِمْطَر (٣).

أنْبَانَا أبو اليُمْن الكِنْدِىِّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (٤)، قال: أخْبَرَني الحُسَين بن عليّ الصَّيْمَرِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عِمْران بن مُوسَى الكَاتِب، [قال] (b): أخْبَرَني مُحَمَّد بن يَحْيَى، قال: حَدَّثَني عَوْن ابن مُحَمَّد الكِنْدِيّ: أنَّ مُحَمَّد بن عَطِيَّة العَطَوِيّ الشَّاعِر حدَّثَهُ أنَّهُ كان عند يَحْيَى


(a) الأغاني: لاشتريتهن له.
(b) إضافة من تاريخ بغداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>