للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الشائع في الفرنسية أن يقال وِمْسييه "wimsyoe" و"wimmzel" وِمْزِلْ بدلا من oui, monsieur "نعم سيدي" و oui, mademoiselle "نعم آنستي" وفي الأسبانية يقال: "أُسْتد" usted بدلا من vestra merced وفي الألمانية moen gmoen بدلا من Guten Morgen "جوتن مورجن" "صباح الخير phyadtigot, "حفظك الله" بدلا من behute dich gott. وقد جرت محاولات لتفسيرها بنظرية حركة الكلام sprech temop, وعند أصحاب هذه النظرية الصيغتان gmoen, wimsyoe، من صيغ السرعة "الأللجرو allegro" أما الصيغتان oui, Mosieur و guten Morgen من صيغ البطء "اللنتو lento". ولكن هذا التفسير لا يقنع أحدا. نعم إن سرعة إرسال الكلام تختلف من لغة إلى أخرى: فالفرنسيون أو الإنجليز أسرع من الألمان في الكلام، وألمانيو الشمال أسرع من ألماني الجنوب. ولكن من غير الصواب أنه توجد في داخل اللغة نفسها صيغتان في آن واحد وأنه يمكن استعمال هذه أو تلك تبعا لسرعة المحادثة. والواقع أن هناك كلمة Morgen أو كلمة monsieur وكلتاهما موجودة في الفكر، وكلمة moen أو msyoe وهما اللتان تنطق بهما الأعضاء. وقد نشأت الصيغتان الأخيرتان من اتجاه في اللغة طبق إلى أبعد الحدود، وهما تبنيان إلى أي حد يصل تأثير الاتجاه الصوتي في اللغة إذا لم يعقه عائق: فهما في الواقع من الصيغ المتطرفة في اللغة١.

من العسير أن تكون عناصر الكلمة الصوتية متساوية القيمة في داخلها. فمنها القوي ومنها الضعيف، منها ما يسود ومنها ما يساد، ومنها ما يقاوم آثار العوامل الهدامة ومنها ما يستسلم لها بسرعة٢. السيادة والغلبة، هاتان هما الصفتان الجوهريتان اللتان على مؤخر اللغة قبل كل شيء أن يعين حدودهما وأسبابهما في في داخل النظام الصوتي للغة التي يدرسها: الواقع أن التكوين الصوتي لكل لغة يقضي بوجود أنواع من السيادة ومن المقاومة الخاصتين. ولا يمكن أن تختلف اللغات بعضها عن بعض في التطور الصوتي غلا بصراع ينشأ بين الأصوات من


١ انظر فندريس: خواطر عن القوانين الصوتية، رقم ٩٩ ص١٢٢.
٢ انظر جوريه juret رقم ٨٦.

<<  <   >  >>