للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبقى سليمة، فذلك لأن جميع اللغات ليست سواء في الاحتفاظ التام لنهاية الكلمة بطابعها من جهة، ومن جهة أخرى لأن آثارا خاصة عارضت الأثر العام الذي يضعف النهايات.

وهكذا سقطت الميم m النهائية من النطق في اللغة اللاتينية منذ عهد مبكر، ولكن كلمة rem احتفظت بأنفيتها التي بقى منها آثار في الكلمة الفرنسية rien "لا شيء". وذلك لأنها. كلمة قصية، وحيدة المقطع، والكلمات القصيرة كثيرا ما تقاوم الانحرافات التي تصيب الكلمات الطويلة باطراد. أما الكلمات الطويلة فعلى العكس من ذلك، تقدم لنا في بعض الأحيان انحرافات خاصة ناجمة من طولها١ هذه بوجه خاص هي الحال بالنسبة لكلمات كثيرة الاستعمال، ومن ثم يمكن فهمها قبل النطق بها إلى حد أن المتكلم يستطيع أن يعفي نفسه من توضيح النطق بها، مكتفيا بنطقها في صورة مختصرة. فالبلي الصوتي واضح فيها بدرجة خاصة. هذه الألفاظ في عمومها إما آلات مساعدة في اللغة وإما عبارات محفوظة متداولة ولذلك ليست في حاجة إلى وضوح النطق الذي تقتضيه الرغبة في الإفهام. ويوجد في كل اللغات أدوات وحروف جر وحروف وصل

أصلها في غالب الأمر كلمات قائمة بنفسها تحولت إلى آلات نحوية "أنظر الفصل الخامس من الجزء الثاني"

هي في الإغريقية القديمة فعل أمر معناه "دع" "قارن العبارة الإنجليزية let us go "لنذهب" let him write "دعه يكتب""، فالتقلص في الحالتين يتجاوز، ويتجاوز بكثير القواعد العادية للغة، ويمكن تفسيره بالطابع النحوي للكمات التي تقع في حوزته.


١ مييه: رقم ٦، مجلد ١٣، ص٢٦.
٢ برنو: رقم ١٠٩، ص١٢٥، ٢٣٦، ملاحظة رقم١.

<<  <   >  >>