للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البحر"، na zemlju "على الأرض"، pu gorodu "في المدينة"١.

وسنرى من جهة أن النبر لا يقع بالضرورة على أهم مقطع في الكلمة: فعندنا النبر في الفرنسية على المقطع الأخير في أغلب الأحيان، يعني على عناصر تكوينية أي لواحق بينما يبقي الجزء الأصلي من الكلمة غير منبور٢.

كل ذلك يحملنا على تحديد الكلمة الصوتية مستقلة عن النبر.

في كثير من اللغات تنفرد "القطعة" النهائية من الكلمة -على حد تعبير علماء الأصوات- بمعاملات خاصة لا تعرفها القطعة المبدئية، ولا القطع الداخلية٣. ذلك على وجه التأكيد أمثل حجة للبرهان على وجود الكلمة الصوتية. والقطعة النهائية من الكلمة خائرة القوى من حيث هي نهائية، بصرف النظر عن قيمة الكلمة الصوتية وأبعادها ونبرها، وذلك ما بينه جوتيو. هذا المبدأ العام لخور النهائيات يستتبع مظاهر مختلفة، والخور قد يكون خطيرا وقد يكون ضئيلا. ولكن يمكننا أن نجد في الظروف التي يخضع لها هذا المبدأ ما يقوي المبدأ نفسه، لأن نتائج الخور تزيد جلاء بقدر استقلال الكلمة وقيامها بنفسها. فنطق النهايات بطريقة خاصة ناجم عن وجود الكلمة ويعين حدودها.

ما دمنا قد سلمنا بوجود الكلمة الصوتية، فقد أمكننا أن ندرس التعديلات التي تحدث فيها بسبب ما للعناصر التي تكونها من فعل متبادل.

والواقع أن الحقيقة الأخيرة التي لفتنا النظر إليها هي إحدى الحقائق العامة التي تنتج ومن وجود الكلمة الصوتية، وتصلح مثالا على ما يسمى التغيرات التركيبية. فالنهاية تتطور في اللغات الهندية الأوربية يوصفها نهاية، أي بسبب المكان الذي تحتله بصرف النظر عن أي اعتبار آخر، وإذا وجد في بعض اللغات حالات مخففة من مبدأ الضعف العام، بل وحالات من الاستثناء أتاحت لهذه النهاية أو تلك أن


١ بوييه Boyer وسبيرنسكي speranski، رقم ٥٣، ص٣١ هامش ٢ وص١١ هامش ٢.
٢ جسبرسن، رقم ١٣٣، ص٢٦ وما يليها.
٣ جوتيو، رقم ٧٣، ص٣٤-٣٥.

<<  <   >  >>