للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحركات وحالات الإغلاق تقابل السواكن. هذه الحقيقة تتجلى بشكل مقنع في الصورة التي ترسمها الإسطوانة المسجلة. فإذا تتبعنا حركات الريشة، أمكننا قراءة التقسيم إلى مقاطع. فالحركات ترسم منحنيات تختلف فيها بينها في درجة الانحناء ويدل مكان النزول منها على أوقات الإغلاق التي تكون السواكن.

أما موضع الدقة فينحصر في تحديد النقطة التي تبدأ وتنتهى عندها المقاطع. يرى الأستاذ روديه M. roudet أن التقطيع يظهر في ثلاثة وجوه تبعا لوجهة النظر التي يرى منها. يقول: "يوجد عند الانتقال من مقطع إلى مقطع تغير مفاجيء يصيب كلا من الجهاز التنفسي والحركات النطقية والإدراك السمعي معا١. هذا التغير الثلاثي يسمح، في بعض الأحوال، بتعيين حدود المقاطع، ويكون التقسيم تحكيما في أحوال كثيرة أخرى. لذلك يكون من العبث أن نسعى إلى حديده كما لو أردنا أن ن نحدد النقطة التي يوجد عندها قا واد يقع بين جبلين.

أما تعريف الكلمة الصوتية فالتحكم الذي يعتريه لا يقل عن سالفه، بمعنى أن كثيرا من المقاطع بل ومن مجاميع المقاطع لا نعرف ما إذا كنا نعدها كلمات مستقلة أو أن نصلها بالكلمات المجاورة لها. فالتقسيم يكون قاطعا أو غير قاطع تبعا للغات المختلفة.

كان يجب أن نجد في النبر وسيلة لحل المسألة. لقد رأينا أن إصدار النفس، عند خروجه من القصبة، لا يحدث بصورة مطردة متساوية. فتصريف كمية الهواء غير متصل لأن العضلات التي تهيمن على المنفاخ الصوتي تعجل حركته تارة وتبطيئ فيها تارة أخرى.

وإذن فهناك حالات من الإسراع ومن التقطيع الوزني ومن تخفيف السرعة ومن أوقات التوقف، يقع كل هذا بعدد يقل أو يكثر تبعا للغات وتبعا للمتكلمين. وبعبارة أخرى ينطوي الكلام في حد ذاته على مبدأ من الوزن مع فترات من القوة وأخرى من الضعف. كما نستطيع تقسيم الجملة الموسيقية، باستثناء الميلودية Melodie، إلى تفاعيل "وحدات" mesures، كذلك يمكننا أن نجد في كل


١ رقم ١١٣، ص١٨٢.

<<  <   >  >>