للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى حروف، بل عاقه مدى طويلا أو قصيرا "انظر الجزء الخامس". وكان لا بد من تحليل طويل دقيق لتمييز عناصر المقطع. أم الأبجديات الأولى فسابقة على هذا العمل. فهي مقطعية.

بل إن التقسيم إلى مقاطع قد سبق التقسيم إلى كلمات. ففي أقدم النصوص لكثير من اللغات لا يفصل بين الكلمات. ففيها آخر كل كلمة مركب مع مبدأ الكلمة التالية تبعا لقواعد الكتابة المقطعية، تلك هي الحال في كتابات الهند القديمة، وكذلك في الكتابة القبرصية، وهي بدورها كتابة مقطعية.

يبدو أن التقسيم إلى مقاطع هو أول ما يحتل ذهن القارئ الذي يود أن يقيد بالكتابة جملة سمعها أو نطقها: ونحن نعرف مقدار المشقة التي يعانيها أشخاص غير مثقفين لفصل الكلمات فصلا صحيحا، وعلى العكس من ذلك مقدار دقة حسهم في التقسيم إلى مقاطع: فيظهر أن هذا الأخير أقرب إلى الطبيعة وأن الأول فيه قسط من التوافق الذي يحتاج إلى دراسة ومران.

ومع ذلك فإن تعريف المقطع أمر عسير١.

فلنأخذ أبسط الحالات: الحالة التي تحتوي على سلسلة من السواكن والحركات مرتبة ترتيبا تبادليا، ولتكن مجموعة مثل المجموعة الفرنسية L'Academie des beaux-arts منطوقة هكذا lekademidebozar "لا كاديمي ديبوزار". يمكننا من التحديد الذي حددناه فيما سبق للسواكن والحركات أن تستخلص قاعدة تنظم هنا التقسيم إلى مقاطع. فالحركات تقتضي فتح الفم. وهذا الفتح مهما اختلفت سعته، فهو دائما أكبر من ذلك الذي يصحب السواكن. بل إن بعض السواكن، وهي الإنفجارية، لا يصحبها فتح قط، والأخرى التي يصحبها فتح في التجويف الحلقي تتميز بضوضاء احتكاكية، مما يفترض ضيق فتح الفم نسبيا. تقدم إذن مجموعة الأصوات التي افترضناها سلسلة متتابعة من الفتح والتضييق الذي يذهب أحيانا إلى حد الإغلاق. فحالات الفتح تقابل


١ هذه السطور كانت قد كتبت عندما نشر كتاب فرديناند دي سوسير، رقم ١٢١ حيث تعرض في ص٦٤ وما يليها "ولا سيما ص٨٩" نظرية عن المقطع تعد جد عريبة.

<<  <   >  >>