للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الأقل فيما يخص الراء الحلقية التي تتميز بها فرنسية باريس. واليوم نرى هذه الراء لا تحس إلا بقدر ضئيل في بعض الأوضاع، إذا جاءت بعد ساكن في نهاية الكلمة أو وقعت بين حركتين. ولعلها كانت قد اختفت من اللغة الفرنسية لولا تأثير المدرسة والكتابة التقليدية. والراء الإنجليزية التي من أصول الأسنان في طريق الاختفاء أيضا وإن كانت من مخرج آخر: فكثير من الإنجليز لا ينطقونها اليوم، وإن كانوا لا يعرفون ذلك.

جرت العادة في علم اللغة على أن يطلق على التغيرات الصوتية باسم القوانين١، مثل تلك التي تسمي قوانين "جريم GRIMM" المتعلقة بالإبدال المباشر في السواكن الجرمانية. ومن ذلك يستطيع المرءؤ أن يكون فكرة عن القيمة التي يجب أن تعطي لكلمة "قانون" هنا.

وهناك جملة ظلت شهيرة، تعلن أن "القوانين الصوتية تسير في صورة عمياء، وبحتمية عمياء "Die Lautgesetze wirkenblind, mitblinder Notwendigkeit٢".

هذه الجملة التي أثارت في حينها مناقشات حادة لا تثير اليوم سوى الابتسام وأقل ما يقال فيها أنها جريئة، إذ تضفي على القانون الصوتي سلطة لا مبرر لها.

فالقانون الصوتي لا يمارس حدثا وليس "ضروريا" بالمعنى العلمي للمصطلح. وكلمة "قانون" وقد استعملت هنا على ضلال، هي التي جرت إلى الخطأ.

يسن القانون ليهيمن على أعمال الإنسان، ومن ثم كان فعله متجها نحو


١ انظر مراجع van Ginneken رقم ٧٧ ص٤٦٢، وخاصة مييه: القوانيين الصوتية رقم ٩ ج١ ص٣١١، Gibt es lautgeretze?:wechessler "هل توجد قوانين صوتية؟ " Das wesen der lautgesetze. B. Delbruck ماهية القوانين الصوتية" رقم ٢٤ ج١ ص٢٧٧-٣٠٨ عام ١٩٠٢، ج. فندريس: تأملات في القوانين الصوتية، رقم ٩٩ ص١١٥-١٣٠ عام ١٩٠٢، baudouin de courtenay رقم ١٤٢.
٢ هي للعالم اللغوي الألماني هرمن ستوف Hermann stoff "١٨٩٠". وكان البدء في إقامة القوانين الصوتية بين سنتي ١٨٧٠ و١٨٨٠ بوجه عام. انظر شوخارت، رقم ٢٠٤.

<<  <   >  >>