تكون على درجة من التعبيرية تجعلها صالحة للبقاء على ما هي عليه؛ لذلك نرى إعراب الاسم يختفي شيئا فشيئا في اللاتينية العامية في القرون الأولى من التاريخ المسيحي. ولم يبق منها من كل أنواع الإعراب إلا المخالفة بين الفاعل والمفعول التي بعثت بعد ذلك بفضل عملية القياس. كذلك تصريف الفعل في اللاتينية الحديثة يدين بمقدار كبير إلى القياس. والعلامتان الفرنسيتان ONS, EZ اللتان تميزان جمع المتكلم والمخاطب نتيجة لامتداد قياسي. كذلك الزائدة ISS في التصريف FINISSONS "ننتهي" و FINISSEZ "تنتهون" و FINISSAIS "كنت أنتهي" ليست إلا اللاحقة اللاتينية ISC الدالة على الابتداء والاستمرار، قد أخذت من بعض الأفعال وطبقت على هذه الفصيلة من التصريف وصارت رمزا لها. والزائدة U في أسماء المفاعيل EU "مملوك" "قديما EVU" و VU "مرئي" "قديما VEU" و LU "مقروء" و TENU "ممسوك" و ROMPU "مفصوم"، إلخ قد جاءت من نهاية اسم المفعول اللاتينية utus، وهي صيغة نادرة الأمثلة في اللاتينية ولكن كان من اللازم في كل هذا إصلاح ما فقد بفعل البلى الصوتي، فأسماء المفاعيل القديمة Habitus و uisus و lectus و tentus و ruptus إلخ، لم تظهر أو ما كان يمكن أن تظهر في الفرنسية في صورة خالية من التعبير الصرفي, ومن ثم كانت الحاجة ماسة إلى الامتداد القياسي لنهاية معبرة.
ولكن كل ذلك لم يكن كافيا، ولقد كان من العسير محاولة مد جميع الفصائل النحوية بالتعبير بمجرد إنعاش التصريف اللاتيني بتطعيم قياسي؛ لذلك تدخلت عملية أخرى تنحصر في زيادة أهمية الحروف وفي التوسع في الأداة وفي استعمال الضمائر، وبالاختصار في خلق نظام بأسره من الكلمات المساعدة تستعمل استعمال العناصر الصرفية؛ لذلك نرانا اليوم نقول la soeur "الأخت" و de la soeur "بتاع" الأخت" و a la soeur للأخت "أو" إلى الأخت" أو je lis "أقرأ" و tu lis "تقرأ" و il lit "يقرأ" بينما كان اللاتينيون يقولون: soror و sororis و sorari و lego و legis و legit١.
١ ومعنى هذا أن اللغة الفرنسية تستعمل أدوات في حالات تستعمل فيها اللاتينية علامات الإعراب. المعربان.