للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرجه ابنُ أبي شيبة (١)، وهو قولُ أحمدَ واسحاقَ. وذهب أبو قلابَةَ وطائفةٌ إلى أنَّها تنتقِلُ في ليالي العشر. ورُوِي عنه أنَّها تنتقِلُ في أوتاره خاصَّةً. وممن قال بانتقالِها في ليالي العشر: المُزَنيُّ، وابنُ خُزَيمة. وحكاه ابنُ عبد البرِّ عن مالكٍ والثوريِّ والشافعي وأحمدَ واسحاقَ وأبي ثَوْرٍ؛ وفي صِحَّة ذلك عنهم بُعْدٌ؛ وإنَّما قولُ هؤلاء أنَّها في العشر، وتُطلَبُ في لياليه كُلِّه.

واختلفوا في أرجَى (٢) لياليه كما سَبَقَ، واستدَلَّ مَن رجَّح ليلةَ سبْع وعشرين بأنَّ أبيَّ بنَ كعبٍ كان يحلف على ذلك، ويقول: بالآية أو بالعلامة التي أخبرنا بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن الشمسَ تطلعُ في صبيحتها لا شُعَاعَ لها. خرَّجَه مسلم (٣). وخرَّجه أيضًا بلفظ آخر عن ابن بن كعبٍ رضي الله عنه، قال: والله، إنِّي لأعلم أيَ ليلةٍ هي، هي الليلةُ التي أمرَنا بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها، هي ليلةُ سبْعٍ وعشرين.

وفي مسند الإِمام أحمد (٤) عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أن رجلًا قال: يا رسولَ الله، إنِّي شيخٌ كبيرٌ عليل يَشُقُّ عليَّ القيامُ، فمُرْني بليلةٍ [لعل الله] يوفِّقني فيها لليلة القَدْرِ. قال: "عليك بالسابِعة". وإسنادُه على شرط البخاري.

ورَوى الإمام أحمدُ (٥) أيضًا، قال: حدَّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ٣/ ٧٤ في الصيام.
(٢) في ب، ش: "أرجا".
(٣) أخرج مسلم رقم (٧٦٢) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في قيام رمضان وهوه التراويح، وفي الصيام: باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، عن زِرّ بن حبيش، قال: سمعت أبيَّ بن كعب رضي الله عنه يقول: - وقيل له: إن عبد الله بن مسعود يقول: من قام السَّنة أصاب ليلة القَدْر - فقال أبيّ: والله الذي لا إله إلا هو، إنَّها لفي رمضان - يحلِفُ لا يستثني - وواللهِ إنِّي لأعلم أيُّ ليلة هي، هي الليلةُ التي أمرَنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها، هي ليلةُ صبيحةِ سبعٍ وعشرين، وأمارتها أن تطلُع الشمس في صبيحة يومِها بيضاءَ، لا شُعاعَ لها. وفي رواية، قال: سألتً أبيَّ بن كعب، فقلت: إن أخاك ابن مسعودٍ يقول: من يقم الحولَ يُصبْ ليلة القدر، فقال: رحمه الله، أراد ألا يَتَّكِلَ الناسُ، أَمَا إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، ثم حلف - لا يستثني - إنها ليلة سبعٍ وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ فقال: بالعلامة - أو بالآية - التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنها تطلع الشمس يومئذٍ. لا شعاع لها.
(٤) مسند أحمد ١/ ٢٤٠، وإسناده صحيح. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ١٧٦ وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
(٥) مسند أحمد ٢/ ٢٧ وإسناده صحيح. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ١٧٦ وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".

<<  <   >  >>