للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "مَن كان منكم متحرِّيها فليتحرَّها ليلةَ سبعٍ وعشرين"، أو قال: "تحرَّوْها ليلةَ سبعٍ وعشرين"، يعني ليلَةَ القَدْرِ. ورواه شبابة ووهبُ بن جَرير، عن شعبة مثلَه. ورواه أسودُ بن عامرٍ عن شعبَةَ مثلَه، وزاد "في السبع البواقي".

قال شعبة: وأخبرني رجلٌ ثقةٌ عن سفيان أنَّه إنَّما قال: "في السَّبْع البواقي"، يعني لم يقُلْ ليلَةَ سبعٍ وعشرين. قال أحمد في رواية ابنه صالح: الثقةُ هو يحيى بن سعيد. قال شعبة: فلا أدري أيّهما. قال: ورواه عمرٌو، عن شعبةَ، وقال في حديثه: "ليلة سبْعٍ وعشرين"، أو قال: "في السَّبْع الأواخر" بالشَّكِّ، فرجَعَ الأمر إلى أن شعبة شكَّ في لفظه. ورواه حمَّاد بن زيد، عن أَيُّوبَ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: كانوا لا يزالون يقصّون على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّها الليلةُ السابعةُ من العشرِ الأواخر. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرَى رُؤياكم قد تواطاتْ أنَّها ليلَةُ السابعةِ في العشر الأواخر، فمن كان متحرّيها فَلْيَتَحَرَّها ليلَةَ السابعةِ من العَشْر الأواخر". كذا رواه حنبلُ بنُ إسحاق، عن عارِم، عن حمَّاد. وكذا خرَّجه الطحاويُّ (١)، عن إبراهيم بن مرزوق، عن عارِمٍ.

ورواه البخاري في "صحيحه" (٢) عن عارمٍ، إلَّا أنَّه لم يذكر لفظةَ "ليلة السابعة"، بل قال: من كان مُتَحَرِّيها فَلْيَتَحَرَّها في العشر الأواخِرِ.

ورواه عبد الرزَّاق (٣) في كتابه عن مَعْمَرٍ، عن أيُّوبَ، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رأيتُ في النوم ليلَةَ القَدْرِ كأنَّها ليلَةُ سابعة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إني أرَى رؤياكم قد تواطأت أنَّها ليلةُ سابعةٍ، فمن كان متحرِّيها منكم فليتحرَّها في ليلة سابعةٍ. قال معمر: فكان أيُّوبُ يغتسِلُ في ليلةِ ثلاثٍ وعشرين، يُشير إلى أنَّه حمَلَها على سابعةٍ تبقى.


(١) شرح معاني الآثار ٣/ ٩١.
(٢) أخرجه البخاري ٤/ ٢٥٦ في فضل ليلة القدر، و ١٢/ ٣٧٩ في التعبير، ومسلم رقم (١١٦٥) في الصيام. وانظر اختلاف الروايات في "جامع الأصول" ٩/ ٢٤٣ - ٢٤٤.
(٣) مصنف عبد الرزاق ٤/ ٢٤٩ الحديث رقم (٧٦٨٨).

<<  <   >  >>