للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخرَّج الطبراني (١) من رواية أبي المُهَزِّم (٢)، وهو ضعيفٌ، عن أبي هريرة مرفوعًا، قال: "التمِسُوا ليلَةَ القَدْرِ في سَبْعَ عَشْرَةَ أو تِسْعَ عَشْرَةَ، أو إحدى وعشىرين، أو ثلاثٍ وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبعٍ وعشرين، أو تسع وعشرين". ففي هذا الحديث: التماسُها في أفرادِ النصف الثاني كلِّها (٣). ويُروى من حديثِ عائشة رضي الله عنها، أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان ليلة تسعَ عَشْرَةَ مِن رَمَضَانَ شَدَّ المئزرَ وهَجَرَ الفِراشَ حتى يُفطِرَ.

قال البخاري (٤): تفرَّد به عُمَرُ بن مسكينٍ، ولا يتابَع عليه. وقد روي عن طائفةٍ من الصحابة أنَّها تُطْلَبُ ليلةَ سبعَ عَشْرَةَ، وقالوا: إن صبيحتها كان يوم بدرٍ. روي عن علي، وابن مسعود، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وعمرو بن حريث. ومنهم من رُوي عنه، أنَّها ليلةُ تسعَ عشرةَ؛ رُوي عن علي، وابن مسعودٍ، وزيد بن أرقم.

والمشهور عند أهل السِّير والمغازي (٥): أن ليلة بدْرٍ كانت ليلةَ سبعَ عَشْرَةَ، وكانت ليلةَ جُمَعَةٍ. وروي ذلك عن علي، وابن عباسٍ وغيرِهما. وعن (٦) ابن عباس، رواية ضعِيفة أنَّها كانت ليلةَ الاثنين. وكان زيد بن ثابتٍ لا يُحيي ليلةً من رمضان، كما يُحيي ليلةَ سبعَ عَشْرَةَ، ويقول: إنَّ الله فرَّق في صبيحتها بين الحقِّ والباطل، وأذلَّ في صبيحتها أئمةَ الكفرِ. وحكى الإِمامُ أحمدُ هذا القولَ عن أهل المدينة: أنَّ ليلةَ القَدْرِ تُطْلَبُ ليلةَ سبعَ عَشْرَةَ. قالَ في رواية أبي داود فيمن قال لامرأته: أنت طالقٌ ليلةَ القَدْر، قال: يعتزِلُها إذا دَخَلَ العَشرُ، وقبل (٧) العشر، أهلُ المدينة يرونها في السبعَ عشرةَ، إلَّا أنَّ المثبتَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في العشْرِ الأواخر. وحكي عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير: أنَّه كان يُواصِل ليلةَ سبعَ عَشْرَةَ.


(١) أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ١٧٦ وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبو المهزّم وهو ضعيف".
(٢) أبو المُهَزَّم التميمي، البصري، إسمه يزيد، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان، من الطبقة الثالثة، متروك، ضعفه ابن معين، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال زكريا الساجي: عنده أحاديث مناكير، ليس هو بحجة في السنن. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ينكر عليه. "تهذيب التهذيب" ١٢/ ٢٤٩).
(٣) في آ: "كلّه".
(٤) التاريخ الكبير ٣/ ١٩٨/٢.
(٥) تاريخ الإِسلام (المغازي) ص ٥٧.
(٦) قوله: "وعن ابن عباس" لم يرد في آ.
(٧) في آ، ط: "وقيل".

<<  <   >  >>