أشرت في هذا الكتاب إلى الخلاف المستحكم الحلقات بين المسلمين والأنانية الطاغية في بعض الأفراد - ولا سيما الحكام - حتى عصفت بما كان لهم من تسامح وعدالة ووحدة.
وبدأ هذا الخلاف من بعد ما التحق صاحب الرسالة - صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى.
ومن بعد ذلك قامت الأحزاب والفرق التي نجمت من بعد حياة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين - والكوارث التي أصابت المسلمين - سواء كانت داخلية أو خارجية هي التي كانت سببا في سقوط الخلافة الشرعية ومن بعدها هبت المحن على العالم الإسلامي، فتفرق شر مذر لأنه ترك الحبل الذي كان يربطه ومن ذلك الحين لم يكن للمسلمين وحدة إلى الآن، وأصبحوا يخرجون من سيء إلى أسوأ.
وأشرت إلى حرب الأمير عبد القادر مع الجيش الفرنسي والثوارات التي وقعت في عهد الاستعمار إلى ثورة ١٩٥٤م، وكذلك ثورة العالم الإسلامي إشارة عابرة، لأن الذى يكتب عن الثورة الجزائرية لا يستطيع أن يفصلها عنه بحكم الروابط الدينية والتاريخية والمصيرية والحضارية.
وأشرت إلى الأسباب التي قامت عليها ثورة الجزائر الكبرى، وهي: الأحزاب الوطنية، والهيئات الدينية. كانت تبث الوعي الديني والوطني فاستجاب الشعب إلى هذا الوعي. وصمد في وجه قوة الغرب، وغالب الجزء الأول من هذا الكتاب عرض تاريخي للحوادث الكبرى التي انتابت المسلمين وجعلتهم طوائف متناحرة ودولا متحاربة حتى ضعفوا وفشلوا. فطمع فيهم أعداؤهم فأصبحوا تحت رحمتهم بسبب تفكك وحدتهم وتفرق كلمتهم لأنهم خالفوا الإسلام الذي يأمرهم بالاعتصام بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا.