للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه ورد فيها نصٌّ، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: " وفي السن خمس من الإبل " (١). ومع ذلك خالف بعض العلماء؛ لأن كلَّ إنسان فيه اثنان وثلاثون من الأسنان والأضراس فإذا ضربتها بخمسة صارت: (مائة وستين)، والدية (مائة) فستكون أكثر من الدية.

وإذا جُزِّئت هذه الأعضاء نفسها كانت أكثر من الدية؛ فلو قُطعت يد إنسان فيها دية، ورجلاه فيهما دية، والأنف كذلك، وهكذا ودية الإنسان مجتمعة واحدة (مائة من الإبل).

* قوله: (وَبِهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (٢)).

وهو قول الأئمة الأربعة أيضًا بأن في كل سن خمسٌ من الإبل.

* قوله: (وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَضَى فِي الضّرْسِ بِجَمَلٍ (٣)، وَذَلِكَ فِيمَا لَمْ يَكُنْ مِنْهَا فِي مُقَدَّمِ الْفَمِ).

معنى قوله: " ما لم يكن في مقدمة الفم "، أي: في الأضراس؛ لأن بعض الفقهاء يرى: أن الأضراس أقلُّ فائدة من الأسنان، وقد يكون فائدتها أكثر؛ لأنها تطحن الطعام، لكن يلاحظ العلماء أن الأسنان موضع الجمال؛ لأنها في المواجهة، أما الأضراس ففي خفية، والبعيد منها لا يُرى.

وبعض العلماء يرى أن الأسنان أهمُّ وأكثر، كما سيأتي في قول سعيد بن المسيَّب.


= ولو كان السن من صغير ولم يعد أو عاد أسود واستمر أسود، أو عاد أبيض ثم اسودَّ بلا علة خمس من الإبل ".
(١) تقدم تخريجه.
(٢) يُنظر: " الإشراف " لابن المنذر (٧/ ٤١٦) قال: " وجاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " في السن خمس من الإبل ". قال أبو بكر: وبظاهر هذا الحديث نقول: لا فضل للثنايا منها على الأنياب، والأضراس، والرباعيات لدخولها كلها في ظاهر الحديث، وبه يقول الأكثر من أهل العلم … وروي ذلك عن ابن عباس ".
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>