للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض الروايات: " أربعة آلاف " (١)، وإنَّ عمر - رضي الله عنه - استدعى أصحاب الدَّين، وسأل عن غلة هذا الحائط، فأخبر عمر - رضي الله عنه - بأنها تغل في السنة ألفًا، والديون أربعة آلاف، فعرض على الدائنين أن يقبلوا غلتها أربع سنوات، فقبلوا؛ لأنهم من المؤمنين، فقبلوا رأي عمر - رضي الله عنه -.

لكن هذا الحديث فيه ضعف؛ لأنَّه من رواية أبي صالح كاتب الليث، وهو ضعيف فيه لين، وقَدْ ذكَر القصة ابن سعد في كتابه " الطبقات " (٢)، والبخاري في: " تاريخه " (٣)، لكن القصة قد اشتهرت وتناولها الفقهاء جيلًا بعد جيل، لكنها ليست ببعيدة، وحال الصحابة معروف - رضي الله عنه -، فما كان همهم أن يشتغلوا بالدنيا، ولكنهم كانوا يعمرون أوقاتهم بطاعة الله -سبحانه وتعالى-.

قَوْله: (قَالُوا: فَهَذهِ الآثَارُ كُلُّهَا لَيْسَ فِيهَا أنه بِيعَ أَصْلٌ فِي دَيْنٍ. قَالُوا: ويَدُلُّ عَلَى حَبْسِهِ قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: " لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ " (٤).

حديث جابر: الجمهور أجابوا عنه بأنَّ الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يُعْطيهم الحائط فأبوا، فأين الحُجَّة في ذلك؟

ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - طاف بالحائط، وأمر جابرًا أن يكيل للغريم، وأن يعطيه حقه، ففعل وأخذ حقه وزاد، فليس في ذلك دلالة صريحة على أنه ينهي الأمر إلى الحبس؛ لأن ما يتعلق بديون والد جابر قد حلت.

وعن حديث الحضير: أجابوا بأنَّ الأثر صحيح، فَعن عمر - رضي الله عنه - أنه


(١) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٣/ ٦٠٦) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦/ ٩٥) عن ابن عمر قال: " هلك أسيد بن الحضير وترك عليه أربعة آلاف درهم دينًا، وكان ماله يغل كل عام ألفًا، فأرادوا بَيْعَه، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فبعث إلى غرمائه فقال: "هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفًا فتستوفوه في أربع سنين؟ "، قالوا: نعم يا أمير المؤمنين، فأخروا ذلك فكانوا يقبضون كل عام ألفًا".
(٢) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٣/ ٦٠٦) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (٦/ ٩٥).
(٣) لم أقف عليه في " التاريخ الكبير " للبخاري.
(٤) أخرجه ابن ماجه (٢٤٢٧)، وحَسَّنه الأَلْبَانيُّ في " إرواء الغليل " (١٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>