للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ امْرَأَتَانِ، فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ مَائِلٌ) (١)).

الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه المجيد: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)} [الأحزاب: ٢١]؛ فقدوتنا وأسوتنا هو محمد بن عبد الله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقسم بين زوجاته فيعدل ويقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك؛ فلا تلمني فيما لا أملك" (٢).

والعدل بين الزوجات في حديثك، وفي القسم بين الليالي إلا إذا حصل تبرع، أما ميل القلب فهذا لا يملكة إنسان، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والإنسان ربما لا يستطيع أن يلجم عاطفته فربما يميل، فالحب في القلب لا تستطيع أن تمنعه، لكن لا ينبغي أن يظهر ذلك في تصرفاتك بأن تعطي زوجة وتمنع زوجة تزيد زوجة وتنقص زوجة.

* قوله: (وَلِمَا ثَبَتَ: "أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كَانَ إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ، أَقْرَعَ بَيْنَهُنَّ" (٣)).

هذا من عدله أيضًا - صلى الله عليه وسلم -، ذكرت عائشه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد السفر أقرع بين نسائه، فأي واحدة خرج سهمها فإنه يأخذها معه - عليه الصلاة والسلام -.


(١) أخرجه أبو داود (٢١٣٣) ولفظه: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل". وصححه الألباني.
(٢) أخرجه أبو داود (٢١٣٤) ولفظه: عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم فيعدل ويقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك؛ فلا تلمني فيما تملك ولا أملك! ". وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود - الأم" (٣٧٠).
(٣) أخرجه البخاري (٢٥٩٣) ومسلم (٢٧٧٠)، ولفظه: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه".

<<  <  ج: ص:  >  >>