للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في آخره ما معناه: "إن الرجل ليزاد عليه في المهر حتى ليترك ذلك أثرًا في نفسه"، وفي بعض الروايات: "أن ذلك يترك حقدًا في نفس ذلك الزوج"؛ ولأن هذا الزوج تجد أنه يشتري هذا وهذا فتتراكم عليه الديون هذا الذي أشار إليه عمر - رضي الله عنه -: "فلا تبالغوا في صَّدُقات النساء"، فهذا يترك أثرًا في نفس الزوج، فليس كل الناس عندهم قدرة، وليس كل الناس آباؤهم أغنياء لكي يساعدوهم، ولكن كثير من الناس لا يستطيعون، فينبغي أن يراعى ذلك.

ثم قال عمر - رضي الله عنه -: "لو كان مكرمة (١) في الدنيا لكان أولاكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن رسول الله كان أكرم الناس، وكان - عليه الصلاة والسلام - أجود الناس، وكان أتقى الناس وأخشاهم لله تعالى، وقد نص على ذلك - عليه الصلاة والسلام - في قوله: "إني لأتقاكم وأخشاكم لله" (٢). وكان عليه - الصلاة والسلام - أجود من الريح: "وكان أجود ما يكون في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة" (٣).


= كان أولاكم بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما أصدقت امرأة من نسائه ولا من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية، فإن الرجل يغلي بالمرأة في صداقها فيكون حسرة في صدره، فيقول: كلفت إليك علق القربة". وضعفه الألباني في "إرواء الغليل" (٤٨٥٧).
(١) الكرم: "الشرف في الشيء أو في الخلق، يقال رجل كريم، وفرس كريم، ونبات كريم. وأكرم الرجل، إذا أتى بأولاد كرام. واستكرم: اتخذ علقًا كريمًا. وكرم السحاب: أتى بالغيث. وأرض مكرمة للنبات، إذا كانت جيدة النبات". يُنظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (٥/ ١٧٢).
(٢) جزء من حديث أخرجه مسلم (١١٠٨) عن عمر بن أبي سلمة: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيقبِّل الصائم؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سل هذه" لأم سلمة؛ فأخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له".
(٣) أخرجه البخاري (٦)، ومسلم (٢٣٠٨) عن ابن عباس، قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إن جبريل - عليه السلام - كان يلقاه، - في كل سنة، - في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة".

<<  <  ج: ص:  >  >>