للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له المؤلف -وهو كما قال- أنه ليست هناك سور محددة يتعين على الإنسان أن يقرأ بها في صلاة العيدين، ولا حتى في صلاة الجمعة، لكنْ هناك سورٌ يستحب للإنسان أن يقرأ بها؛ لأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ بها وكررها عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك أنه -عليه الصلاة والسلام- قرأ في الركعة الأولى في العيدين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، وبعض العلماء يعللون ذلك بأن فيها إشارة إلى الزكاة، وفي الثانية بـ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)}، هذه -أيضًا- فيها حديث عن خلق السماوات والأرض والإبل وغيرها. . . إلى غير ذلك من الأحكام الكثيرة، فمن العلماء من يبحث عن العلل في ذلك.

إذًا ثبت أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أكثر من قراءة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} في الركعة الأولى، و (الغاشية) في الثانية.

وثبت أيضًا عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قرأ في العيدين في الركعة الأولى بسورة (ق)، وفي الركعة الثانية أيضًا بسورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)} (١).

ومعلوم أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أكثر من قراءة سورة (ق) في يوم الجمعة على المنبر، ففي حديث أم هشام: "أنها حفظت سورة (ق) من فِي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٢).

ومعلوم أن سورة (ق) تحدث اللَّه فيها سبحانه وتعالى عن بدء الخلق، وعن المعاد، وعن خلق السماوات ورفعها وعن خلق الأرض وما فيهما من جبال وأنهار، وما في ذلك من المواعظ والذكرى، إلى أن قال اللَّه سبحانه وتعالى بعد أن ذكر نماذج من ذلك: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى


(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) أخرجه مسلم (٨٧٣) عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: ". . . وما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)} إلا عن لسان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خطب الناس".

<<  <  ج: ص:  >  >>