للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دين اللَّه، فهو خروج عن دين اللَّه، وكم مِن أمم وأناس وقعوا بسب غلوهم في دين اللَّه -سبحانه وتعالى-.

* قوله: (وَلقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ هَذِهِ لَوْ كَانَتْ شُرُوطًا فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ لَمَا جَازَ أَنْ يَسْكُتَ عَنْهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ).

نعم؛ لأنَّ هذا بيان، والبيان واجب، واللَّه -سبحانه وتعالى- يقول لنبيه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤]، ويقول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَلا إِنِّي أُوتِيتُ القُراَنَ ومِثلَهُ مَعَه" (١)، وكانت وظيفته -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يُبَلِّغ هذه الرسالة، وأن يُبيِّنَ للنَّاسِ ما أُشكل عليهم، وكانت الأحكام تَنزل عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- تترى (٢)؛ إمَّا أنَّها تنزل هكذا، وإما عن طريق سؤال، أو استفتاء، وكل ذلك قد أشار اللَّه إليه -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز (٣).

* قوله: (لَمَا جَازَ أَنْ يَسْكُتَ عَنْهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَلَا أَنْ يَتْرُكَ بَيَانَهَا؛ لِقَوْلِهِ تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤]، وَلقَوْلِهِ تعالى: {لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} [النحل: ٦٤]، وَاللَّهُ المُرْشِدُ لِلصَّوَابِ).


(١) أخرجه قريب من هذا اللفظ أحمد في "مسنده" (١٧١٧٤)، عن المقدام بن معدي كرب الكندي، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَلَا إني أُوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل يَنثني شبعانًا على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فَأَحِلُّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحَرِّموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع، ألا ولا لقطة من مال معاهد إلا أن يَستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يُقروهم، فإن لم يقروهم فلهم أن يُعقبوهم بمثل قراهم". وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (١٦٣).
(٢) يقال: جاء القومُ تَتْرَى وتْتَرًى: أي: واحدًا خلفَ واحد يتبع بعضهم بعضًا، وأصلُه: وَتْرَى من الوَتْر وهو: الفَرْد. انظر: "المخصص"، لابن سيده (٤/ ٤٧٨).
(٣) كقوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: ١٨٩]، وقوله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} [المائدة: ٤]، وغيرها من آيات السؤال.

<<  <  ج: ص:  >  >>