للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبع، هذا أمر ما فهمته. فقال: إنّ الله تعالى يقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: ١٢] حتى بلغ آخر الآيات، وقرأ {أَنّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً} إلى قوله: {وَلِأَنْعامِكُمْ} [عبس: ٢٥ - ٣٢]، ثم قال: والأبّ للدوابّ.

وخرجه ابن سعد في «طبقاته» عن إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، فذكره بمعناه، وزاد في آخره: «قال: وأمّا ليلة القدر فما نراها إن شاء الله، إلا ليلة ثلاث وعشرين يمضين، أو سبع يبقين». والظاهر أنّ هذا سمعه سعيد بن جبير من ابن عبّاس، فيكون متّصلا.

وروى عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال: دعا عمر الأشياخ من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم، فقال لهم: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في ليلة القدر ما قد علمتم: «التمسوها في العشر الأواخر وترا»، ففي أي الوتر ترونها؟ فقال رجل برأيه: إنها تاسعة، سابعة، خامسة، ثالثة. ثم قال:

يا ابن عبّاس، تكلّم. فقلت: أقول برأيي؟ قال: عن رأيك أسألك. فقلت:

إنّي سمعت الله أكثر من ذكر السّبع، وذكر باقيه بمعنى ما تقدّم. وفي آخره:

قال عمر رضي الله عنه: أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم تستو شئون رأسه؟! خرّجه الإسماعيلي في مسند عمر، والحاكم (١)، وقال: صحيح الإسناد. وخرّجه الثعلبي في «تفسيره» وزاد: «قال ابن عباس: فما أراها إلا ليلة ثلاث وعشرين لسبع يبقين». وخرّج علي بن المديني في «كتاب العلل» المرفوع منه، وقال: هو صالح، وليس مما يحتج به.

وروى مسلم الملائي - وهو ضعيف - عن مجاهد، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، أنّ


(١) أخرجه: الحاكم في «المستدرك» (١/ ٤٣٧ - ٤٣٨).

<<  <   >  >>