ليلة هي؟ قلت: سابعة تمضي، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر. فقال عمر رضي الله عنه: ومن أين علمت ذلك؟ قال: فقلت: إنّ الله خلق سبع سموات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وأنّ الدّهر يدور على سبع، وخلق الله الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطّواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع، لأشياء ذكرها. فقال عمر رضي الله عنه: لقد فطنت لأمر ما فطنّا له.
وكان قتادة يزيد على ابن عباس في قوله:«يأكل من سبع»، قال: هو قول الله عزّ وجلّ: {فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١)} [عبس: ٢٧ - ٣١]. ولكن في هذه الرواية أنها في سبع تمضي أو تبقى، بالترديد في ذلك.
وخرّجه ابن شاهين من رواية عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، حدثني لاحق بن حميد وعكرمة، قالا: قال عمر رضي الله عنه: من يعلم ليلة القدر؟ فذكر الحديث بنحوه. وزاد أنّ ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هي في العشر؛ سبع تمضي أو سبع تبقى». فخالف في إسناده وجعله مرسلا، ورفع آخره.
روى ابن عبد البر بإسناد صحيح من طريق سعيد بن جبير، قال: كان ناس من المهاجرين وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس، فجمعهم ثم سألهم عن ليلة القدر، فأكثروا فيها، فقال بعضهم: كنّا نراها في العشر الأوسط، ثم بلغنا أنّها في العشر الأواخر، فأكثروا فيها؛ فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين.
وقال بعضهم: ليلة ثلاث وعشرين. وقال بعضهم: ليلة سبع وعشرين. فقال عمر رضي الله عنه: يا ابن عبّاس، تكلّم، فقال: الله أعلم. قال عمر: قد نعلم أنّ الله يعلم، وإنّما نسألك عن علمك. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنّ الله وتر يحبّ الوتر، خلق من خلقه سبع سماوات فاستوى عليهن، وخلق الأرض سبعا، وجعل عدّة الأيّام سبعا، ورمي الجمار سبعا، وخلق الإنسان من سبع، وجعل رزقه من سبع. فقال عمر: خلق الإنسان من سبع، وجعل رزقه من