كان مفرطا، فرئي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: قال لي: لولا أنّك شيخ لعذّبتك. وقف شيخ بعرفة والنّاس يضجّون بالدّعاء وهو ساكت، ثم قبض على لحيته وقال: يا ربّ، شيخ يا ربّ شيخ يرجو رحمتك.
لمّا أتونا والشّيب شافعهم … وقد توالى عليهم الخجل
قلنا لسود الصّحائف انقلبي … بيضا فإنّ الشّيوخ قد قبلوا
كان بعض الصالحين يقول:
إنّ الملوك إذا شابت عبيدهم … في رقّهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرما … قد شبت في الرّقّ فاعتقني من النّار
أيها العاصي، ما يقطع من صلاحك الطّمع، ما نصبنا اليوم شرك المواعظ إلاّ لتقع. إذا خرجت من المجلس وأنت عازم على التوبة، قالت لك ملائكة الرحمة:
مرحبا وسهلا، فإن قال لك رفقاؤك في المعصية، هلمّ إلينا، فقل لهم: كلاّ، ذاك خمر الهوى الذي عهدتموه قد استحال خلاّ. يا من سوّد كتابه بالسيئات قد آن لك بالتّوبة أن تمحو. يا سكران القلب بالشهوات أما آن لفؤادك أن يصحو.
يا نداماي صحا القلب صحا … فاطردوا عنّي الصّبا والمرحا
زجر الوعظ فؤادي فارعوى … وأفاق القلب منّي وصحا
هزم العزم جنودا للهوى … فاسدي لا تعجبوا إن صلحا
بادروا التّوبة من قبل الرّدى … فمناديه ينادينا الوحا