عمر قال له: أخبرني برأيك عن ليلة القدر، فذكر معنى ما تقدّم وفيه أنّ ابن عباس قال: لا أراها إلا في سبع يبقين من رمضان، فقال عمر: وافق رأيي رأيك.
وروي بإسناد فيه ضعف، عن محمد بن كعب، عن ابن عبّاس: أنّ عمر رضي الله عنه جلس في رهط من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، فتذاكروا ليلة القدر، فذكر معنى ما تقدّم، وزاد فيه: عن ابن عباس أنه قال: وأعطي من المثاني سبعا، ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع، وقسم الميراث في كتابه على سبع، ونقع في السّجود من أجسادنا على سبع؛ وقال: فأراها في السبع الأواخر من رمضان.
وليس في شيء من هذه الروايات أنّها ليلة سبع وعشرين جزما، بل في بعضها الترديد بين ثلاث وسبع، وفي بعضها أنّها ليلة ثلاث وعشرين؛ لأنّها أوّل السّبع الأواخر على رأيه.
وقد صحّ عن ابن عبّاس أنّه كان ينضح على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين (١). خرّجه عبد الرزّاق، وخرّجه ابن أبي عاصم مرفوعا، والموقوف أصحّ.
وقد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنّها ليلة سبع وعشرين من موضعين:
أحدهما: أنّ الله تعالى ذكر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها، وليلة القدر حروفها تسع حروف، والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون.
والثاني: أنّه قال: «سلام هي» فكلمة «هي» هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة؛ فإنّ كلماتها كلّها ثلاثون كلمة.