أخا الحزم يمم نجوها واثو عدنها … وجزلجها وأهبط ببحبوحة الشط
تجد مستناخًا آهلا ومبوأ … رحيبًا وقومًا فضلهم جل عن ضبط
بهم سارت الركبان في كل وجهة … وطيب ثناهم قد دعا الناس للغبط
أناس تراهم لا تتوق نفوسهم … لغير العلى من غير شوب ولا خلط
وهمتهم غرس المكارم في الورى … وكسب المعالي والتقصي عن الرمط
وكم أسسوا آثار فضل ومهدوا … قواعد بر بدرها غير منحط
ولم تلق فيهم غير بر وماجد … وذلك دأب للشباب وللشمط
تنبه كل للمراد من الدنا … فسارع في مرضاة خالقه المعطي
ولم يثنهم عن منهج الرشد صارف … ولا غرت الدنيا بشيل ولا حط
ولا نظروا شذرًا ولا أثروا بها … ولا اشتغلوا بالثلب والطعن والغمط
نواديهم بالعلم والذكر حية … وأرقابهم عن منتمى الخير لا تخطي
وسيرتهم بين الأنام حميدة … ومنهجهم جار على منهج القسط
ومنزلهم مأوى الكرامة دائمًا … وشأنهم يرضي الإله بلا سخط
وما الشام إلا مقلة هم سوادها … وسمط لال هم فرائد في السمط
وما الشام في البلدان إلا قصيدة … وهم بيتها أكرم بالآباء والسبط
أدام إلهي فضلهم متضاعفًا … ورشحهم بالأيد والفضل والبسط
وصانهم من كلّ كرب وآفة … ومن شر ذي ومن كيد ذي ضغط
ولا زال عون الله يرعى ديارهم … ومزن عطاياهم تسح ولا تبطي
إن أحسن ما جرى به القلم في ميدان الكلام وتفجرت به ينابيع البلاغة وصغت له آذان الأفهام وتجلت به وجوه الطروس في كل رحيل ومقام وحسنت به مطالع الابتداء وتزينت به مقاطع الاختتام سلام تهطل مواطره في سوح تلك الأندية وتتضوع زواكيه وتتمايل أزاهره في رياض تلك الأفنية وتتجلى شموسه على تلك المعاهد والأبنية وتتسابق جياد سوابقه إلى تلك النواحي والأرجية أخص بذلك توأمي الفضل ورضيعي لبانه وممتطيي صهوة المجد وممسكي عنانه وراسمي خطط البر ومؤسسي بنيانه وغارسي دوحته ومطيلي أفنانه الجنابين الفخيمين سيدي الحاج محمد وسيدي الحاج مصطفى لا زال ينبوع الفضل