بالصلاح والتقوى بحيث كان مثال الورع في دمشق رأيت نبذة من ترجمته بخط حفيده الشيخ عبد السلام الشطي قال ما خلاصته حدثني جدي رحمه الله مرارًا عديدة أن مولده بدمشق سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف ونشأ في حجر والده المتوفى سنة ١٢٠١ ثم بعد ذلك بقي المترجم عند والدته مع أخويه الأكبرين الحاج أحمد والحاج محمد إلى أن بلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة وكان إذ ذاك قد حفظ القرآن وبرع العلوم فحج بيت الله الحرام وفاز بزيارة النبي عليه السلام وقد قرأ في الفقه على العلامة الشيخ مصطفى الرحيباني الشهير بالسيوطي ومن مقروآته عليه شرحه الذي صنفه على كتاب غاية المنتهى وأخذ التفسير والحديث عن الشمس محمد الكزبري والشهاب أحمد العطار والنحو والصرف وغيرهما من الآلات عن الشيخ القادر الميداني وأخذ عن غيرهم من شيوخ دمشق انتهى. ثم أكب المترجم على العبادة والتلاوة مشتغلا بالتجارة مع أخويه المذكورين بورع تام وتقوى زائدة وقد اشتهر أمرهم وارتفع ذكرهم وامتدحوا بقصائد غراء منها قصيدة بديعة مذيلة بنثر لطيف من إنشاء العلامة الشيخ محمد المسيري المقدسي في مدح المترجم وأخيه الحاج محمد المتوفى سنة ١٢٤٢ وقد ذكرها سيدي العم مراد أفندي في كشكوله قال المسيري:
سقى الله وادي الشام ذا الرفع والهبط … بواكر غيث بين عال ومنحط
وحيى ربوعًا قد برزن كواكبا … تميس كما ماس الخرائد بالمرط
وأرج أرجاها بأشذى عواطر … ومبهجا للمسرعين وللمبطي
بلاد بها ينسى الغريب بلاده … ويسلو أهاليه مع الصحاب والرهط
بلاد بها روض المسرة فائح … وبدر علاها لا يميل إلى حط
يضوع بها ضوع المسرة عابقًا … وتنهل مزن البشر فيها بلا قنط
تكنفها الجنات من كل جانب … فأربى الشذا فيها على المسك والقسط
وكم نهر فيها يجوس خلالها … وكم جدول ينساب في الدر كالرقط
وكم من مزارات بها ومشاهد … يلوح سناها للمصيب وللمخطي
وكم ماجد فيها وكم عالم بها … تجربه ذيلا على زبة القرط
وكم صالح قد حل في فيح سوحها … به يستقي غيث السماء إذا يبطئ