للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأمّة الدّعوة إلى الله مطالبةٌ وجوباً وشرعاً: أن تصحّح عقائد البشرية، وأن توجّهها إلى الصراط المستقيم والسلوك القويم، وأن تُقيم موازين الحقّ والعدل والأمْن في العالم، قال تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:١٥١، ١٥٣).

هذه الوصايا هي الأسس العقائدية والسلوكية التي جاء بها الأنبياء والمرسلون، وتُمثِّل وحدة التربية العقائدية والعقلية، والتزكية القلبية، والطهارة النفسية للبشرية، والتي قامت عليها الدّعوة إلى الله والتزكية عبر مسيرة الإنسانية، حتى وصلت إلى خاتَم الرسل -صلى الله عليه وسلم-. وتحمّل المسلمون شرَف تبليغها، والجهاد من أجلها، حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ} (الزُّخرُف:٤٤).

ولقد ذكَر القرآن الكريم أنّ عُلوّ مكانة المسلمين، وارتفاع شأنهم وذِكْرهم بين العالمين، لن يكون إلا بهذا الدِّين؛ قال تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (الأنبياء:١٠).

ولن يتسنّى تحقيقُ هذا الواجب الشرعيّ على المسلمين إلاّ بوجود دُعاة إلى الله ذوي مواهب خاصّة، وملَكات معيّنة، وقدرات متميّزة، لأنهم يدْعون إلى وحي السماء ورسالات الأنبياء.

<<  <   >  >>