للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الاجتباء والاصطفاء والاختيار والإعداد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شَمل فضلُه وشرفُه هذه الأمّة.

قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران:١١٠).

فازدادت مكانة الأمّة وعلا شأنها بين العالمين بِشرف اتّباعهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتزامهم بشرْعه، وحمْلهم لدعْوته، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف: ١٥٦، ١٥٧).

وعن فضْل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفضْل أمّته، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة:١٤٣).

فهذه الأمّة نبْت طيِّب مبارك، غُرستْ جذورها، وتسامتْ فروعها، وامتدّ خيْرها، وعمّ نفعُها العالمين، مِن خلال القرآن الكريم وسُنّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. فهي تتحمّل على عاتقها وحْدها دون سواها من الأمم، حفْظ وتبليغ وحْي السماء، ورسالات الأنبياء، وسلوك الأتقياء، ومطالَبَةٌ شرْعاً، وواجبٌ عليها: أن تَحمل أمانة الماضي والحاضر والمستقبل؛ فسعادة البشرية في الدنيا والآخرة مرتبطة بهذه الأمّة، ومرتبطة بدعْوتها إلى الله، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:١٠٤).

<<  <   >  >>