وروى عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى:{مِنْ أَنْفَسِكُمْ}، قال:((نَسَباً، وصِهراً، وحَسَباً؛ ليس في آبائي مِن لدن آدم سِفاح. كلّها نكاح)).
وهذا الإعداد الإلهي، أشار إليه القرآن الكريم في مطلع سورة (النجم)، قال تعالى:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}(النجم:١ - ٥).
ولقد وصَفه الحق -تبارك وتعالى- بأوصاف انفرد بها -صلى الله عليه وسلم- عن غيره؛ فهو نور، قال تعالى:{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}(المائدة:١٥).
وهو سراج منير، قال تعالى:{وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}(الفرقان:٦١).
وهو خالد الذِّكر إلى يوم القيامة وما بعدها، قال تعالى:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}(الشَّرح:٤). قال قتادة:"رفَع الله تعالى ذكْره في الدنيا والآخرة؛ فليس خطيب، ولا مُتشهِّد، ولا صاحب صلاة، إلاّ يقول: "أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله".
وروى أبو سعيد الخُدْري -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((أتاني جبريل -عليه السلام- فقال: إنّ ربّي وربّك يقول: تدري كيف رفعتُ ذكْرَك؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: إذا ذُكرتُ، ذُكرْتَ معي)).