المعالى الجوينىّ، أنه رأى فى المنام، كأنه قيل له: عدّ عقائد أهل الحقّ. قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومى منه، أنّى أسمه من الحقّ تبارك وتعالى، يقول: ألم نقل إن ابن الصّابونىّ رجل مسلم.
وقرأت أيضا، من خطّ السّكّرىّ حكاية رؤيا رآها الشيخ أبو العباس الشّقّانىّ، واستدعى منه شيخ الإسلام أن يكتبها، فكتب: يقول أحد بن محمد الحسنوىّ: لولا امتناع خروجى عن طاعة الأستذ الإمام شيخ الإسلام؛ لوجوبها علىّ، لم أكن لأحكى شيئا من هذه الرّؤيا، هيبة لها، لما فيها ممّا لا أستجيز ذكرها، فرقا منها، ثم ذكر زيارته لتربة الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة يوما، وأنه طاب وقته عندها، فرجع إلى بيته، ونام وقت الهاجرة، فرأى الحقّ تبارك وتعالى فى منامه ذكر الإمام بما قال، ولم يحك ذلك، ثم عقّب ذلك بحديث الأستاذ الإمام، وذكر أشياء نسيت بعضها، والذى أذكر منها، أنه قال: وأما ابن ذلك المظلوم، فإن له عندنا قرى، ونعمى، وزلفى. إلى آخر ما كان منه.
ثم قال أبو العباس: كتبته، وحقّ الحقّ، لحرمته، وطاعة لأمره.
وقرأت من خطّ قديم معروف، أنه حكى عن يهودىّ أنه قال: اغتممت لوفاة أبى نصر الصّابونىّ، وقتله، فاستغفرت له، ونمت، فرأيته فى المنام، وعليه ثياب خضر، ما رأيت مثلها قطّ، وهو جالس على كرسىّ، بين يديه جماعة كثيرة من الملائكة، وعليهم ثياب خضر، فقلت: يا أستاذ أليس قد قتلوك؟
قال: فعلوا بى ما رأيت.
فقلت: ما فعل بك ربّك؟
قال: يا أبا جوانمرد، كلمة بالفارسيّة، لمثلى يقال هذا؟ غفر لى، وغفر لمن صلّى علىّ، كبيرهم وصغيرهم، ومن يكون على طريقى.
قلت: أمّا أنا فلم أصلّ عليك.
قال: لأنك لم تكن على طريقى.
فقلت: إيش أفعل لأكون طريقك؟
فقال: قل أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.