وليس كما يتقرر ويتمشّى لأحد تقريره ينبغى أن يظهره، بل أكثر الأشياء مما يدرى ويطوى، ولا يحكى، فعلى ذلك درج الأوّلون، وعبر السّلف الصالحون، إبقاء على مراسم الشرع، وصيانة لمعالم الدّين عن طعن الطاعنين، وعيرة المارقين الجاحدين، والله الموفق للصواب.
وقد سمعت أنه سمع [من] سنن أبى داود السّجستانىّ عن الحاكم أبى الفتح الحاكمى الطّوسىّ، وما عثرت على سماعه.
وسمع من الأحاديث المتفرّقة اتّفاقا مع الفقهاء.
فممّا عثرت ما سمعه من كتاب لمولد النبىّ صلّى الله عليه وسلّم من تأليف أبى بكر أحمد بن عمرو بن أبى عاصم الشّيبانىّ، رواية الشيخ أبى بكر محمد بن الحارث الأصبهانىّ الإمام، عن أبى محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان، عن المصنّف.
وقد سمعه الإمام الغزّالىّ، من الشيخ أبى عبد الله محمد بن أحمد الخوارىّ، خوار طبران رحمه الله، مع ابنيه الشيخين: عبد الجبار، وعبد الحميد، وجماعة من الفقهاء.
ومن ذلك ما قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد ألخوارىّ، أخبرنا أبو بكر ابن الحارث الأصبهانىّ، أخبرنا أبو محمد بن حيّان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبى عاصم، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامىّ، حدثنا عبد العزيز بن أبى ثابت، حدثنا الزّبير بن موسى، عن أبى الحويرث، قال: سمعت عبد الملك بن مروان سأل قباث ابن أشيم الكنانىّ: أنت أكبر أم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟
فقال: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أكبر منّى وأنا أسنّ منه، ولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام الفيل. وتمام الكتاب فى جزأين مسموع له. انتهاى كلام عبد الغافر. [طبقات الشافعية الكبرى، ج ٦، ص ٢٠٤ - ٢١٤]