كان من العلماء العباد المذكورين بالشام المشهورين بالعبادة والاجتهاد وكان يطوي الأيام الكثيرة.
[حفص الاموي]
شاعر مجيد مشهور من شعراء بني أمية، قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك ومدحه واستخصه هشام، وكان يهجو بني هاشم وبقي حتى أدرك دولتهم ولحق بعبد الله بن علي فاستأمن اليه فآمنه بعد أن هجا بني أمية.
كتب الينا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي منها قال: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار- اذنا-قال: أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقرئ قال:
أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي-اجازة-قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال: حدثنا ابراهيم بن سفيان الزيادي قال: كان حفص الأموي هجّاء لبني هاشم فطلبه عبد الله بن علي فلم يقدر عليه، ثم جاء فقال: عائذ بالأمير منه، قال: ومن أنت؟ قال: حفص الأموي، فقال: ألست الهجاء لبني هاشم قال: أنا الذي أقول أعز الله الأمير (٢٣٠ - و):
وكانت أمية في ملكها … تجور وتكثر عدوانها
فلما رأى الله أن قد طغت … ولم يطق الناس طغيانها
رمّاها بسفاح آل الرسول … فجذ بكفيه أعيانها
ولو آمنت قبل وقع العذاب … لقد قبل الله إيمانها
فقال: اجلس، فجلس فتغدى بين يديه، ثم دعا خادما له فسارّه بشيء، ففزع