للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنبأنا أحمد بن الأزهر السباك في كتابه إلينا من بغداد أن القاضي أبا بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري أخبرهم من كتابه عن أبي محمد الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال في معجم الشعراء: الأشعث بن قيس الكندي، مخضرم، نزل الكوفة له شرف في قومه، وله مع علي بن أبي طالب أخبار، وهو القائل في يوم صفين، وشهده مع علي صلوات الله عليه: (١)

ميعادنا اليوم بياض الصبح … لا يصلح الزاد بغير ملح

لا لا ولا الأمر بغير نصح … دبوا إلى القوم بطعن سمح

لا صلح للقوم وأين الصلح … حسبى من الأقدام قاب رمح

وتهدده علي عليه السلام لشيء بلغه عنه فعيرته امرأته بذلك فقال:

ولقد دخلت على عليّ مرة … فخرجت منها أقلّ عطافا

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-اجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا رضوان ابن أحمد قال: حدثنا يونس بن بكبر عن ابن اسحاق (٢) قال: وكان من حديث كندة حين ارتدت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعث إليهم رجلا من الأنصار يقال (٢٣٥ - و) له زياد بن لبيد، وكان عقبيا، بدريا، أميرا على حضر موت فكان فيهم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطيعونه ويؤدون اليه صدقاتهم لا ينازعونه، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغهم انتقاض من انتقض من العرب ارتدوا وانتقضوا بزياد بن لبيد.

وكان سبب انتقاضهم به أن زيادا أخذ فيما يأخذ من الصدقة قلوصا لغلام من كندة، وكانت كوماء من خيار إبله، فلما أخذها زياد فعقلها في ابل الصدقة ووسمها،


(١) -ليس في المطبوع من معجم الشعراء للمرزباني.
(٢) -كان يونس بن بكير من رواة سيرة ابن اسحاق، وصلتنا قطعة من روايته، نشرتها في بيروت عام ١٩٧٨، ليس فيها خبر الردة. انظر تاريخ الطبري:٣٣٢/ ٣ - ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>