قَالَ: وَهَكَذَا حَال الْبلدَانِ الْمَوْضُوعَة على سمت الفرقدين والموضوعة على سمت القطب الجنوبي الَّتِي تهب فِيهَا الرِّيَاح الَّتِي فِي الْغَايَة من الْبرد واليبس وَهِي الشمالية وَالَّتِي فِي الْغَايَة من الْحر والرطوبة وَهِي الجنوبية.
لى: أوضاع المدن الَّتِي اخْتِلَاف مَا بَينهَا كثير جدا من المضاد أَربع: الْمَوْضُوعَة قبالة القطب الجنوبي على سمت القطب أَو مَا يَلِي إِلَى نَاحيَة الْمشرق الشتوي وَإِلَى أول حد الْمشرق الشتوي وَهُوَ حَيْثُ مطلع الجدي وَأما إِلَى نَاحيَة الْمغرب وَإِلَى حَيْثُ يغرب الجدي وَهَذَا الْحَد كُله هُوَ من سمت القطب الجنوبي وَإِلَى مدَار الجدي كُله فَهَذِهِ المدن المكشوفة لهَذِهِ الْجِهَة المستترة عَن سواهَا تهب عَلَيْهَا الرِّيَاح الجنوبية الْخَالِصَة وَغير الْخَالِصَة. فَأَما الْخَالِصَة فَمَا هَب مِنْهَا من سمت القطب نَفسه وَغير الْخَالِصَة فَمَا مَال عَن القطب نَحْو الْمشرق أَو الْمغرب الشتوي وَهَذِه هِيَ المدن الَّتِي ذَكرنَاهَا أَولا وبقدر ميلها عَن مُقَابلَة القطب الجنوبي يكون نقصانها عَن ذَلِك ودخولها فِي المدن الْأُخَر الَّتِي نذْكر.