للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مَرَّات قَليلَة فَلِأَنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى غذَاء لقلَّة التَّحَلُّل مِنْهُ. وَأما فِي وسط الرّبيع فَلْيَكُن الْغذَاء قَلِيلا لِأَن أَكثر الْأَمْرَاض فِي هَذَا الْوَقْت تحدث عَن امتلاء لِأَن الكيموسات الجامدة تنْحَل فِيهِ. وَأما الخريف فَأن حَاله كَحال من فِي بدنه أخلاط ردية وَلِهَذَا يحْتَاج أَن يغذي غذَاء كثيرا حميدا جيد الْخَلْط كثيرا إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَإِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فأعطه مَرَّات كَثِيرَة مِقْدَار مَا يجْتَمع لَهُ مِنْهَا أَن يكون كثيراُ. وعَلى هَذَا فقس فِي سَائِر الْأَشْيَاء الملتئمة وَضم ذَلِك إِلَى العرضين الْأَوَّلين وَذَلِكَ إِن كل وَاحِد من هَذِه الْأَشْيَاء أما إِن يزِيد فِي الْقُوَّة أَو ينقص مِنْهَا أَو يزِيد فِي الكيموسات أَو ينقص مِنْهَا أَو يصيرها إِلَى حَالَة ردية.

قَالَ: أثقل مَا يكون الطَّعَام على الْأَبدَان فِي الصَّيف والخريف وأخفه فِي الشتَاء وَالربيع.

قَالَ ج: الرّبيع إِلَى الشتَاء فِي ذَلِك والخريف إِلَى الصَّيف فِي ثقل الطَّعَام على الْبدن بِحَسب ذَلِك قلل الْغذَاء للْمَرِيض فِي الصَّيف والخريف الَّذِي يغذي فِيهِ العليل وَإِذا كَانَ بخلط فَلَا يُمكن. لي قد يُمكن وَهُوَ أَن يغذي بعد انْقِضَاء النّوبَة بساعتين وَيتبع ذَلِك أَيْضا.

من مقَالَة جالينوس فِي الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: مَا كَانَ من الْأَمْرَاض يَأْتِي منتهاه قبل أَن ينهك الْقُوَّة فَإِن ابقراط لَا يغذوه الْبَتَّةَ حَتَّى يَأْتِي المنتهي إِلَّا أَن يعرض لَهُ عَارض من الْأَعْرَاض الَّتِي تهد الْقُوَّة فيغذي فَأَما الْأَمْرَاض الَّتِي لَا يَأْتِي مُنْتَهَاهَا إِلَّا بعد مُدَّة طَوِيلَة وَيعلم إِن الْمَرِيض لَا يتَحَمَّل الْجُوع إِلَى وَقت المنتهي فَإِن ابقراط يرى أَنه أَن لم يغذ فِي هَذِه الْأَمْرَاض قبل المنتهي سَقَطت قوته وَفِي هَذِه الْأَمْرَاض يَنْبَغِي أَن يفكر الطَّبِيب مُنْذُ أول الْمَرَض أينبغي أَن يقْتَصر على مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل أَو لَا يَكْتَفِي بذلك من أجل سُقُوط الْقُوَّة لطول وَقت المنتهي حَتَّى يحْتَاج أَن يخلط فِيهِ مثل مَاء كشك الشّعير.

قَالَ: فَإِن اسْتِعْمَال الْغذَاء فِي الْمَرَض الَّذِي لَا بُد من اسْتِعْمَاله قبل المنتهي فِي أول الْأَمر خير من قَالَ: وَقد يسْتَعْمل فِي هَذِه الْأَمْرَاض أَي هَذِه رَأَيْت اسْتِعْمَاله صَوَابا مُنْذُ أول الْمَرَض إِلَّا أَن يكون جَوْفه مملوءاً من الطَّعَام وَهُوَ يحْتَاج إِلَى فصد أَو إِلَى إسهال وحقنة فَإِنَّهُ إِذا كَانَ مُحْتَاجا)

إِلَى بعض هَذِه فَيَنْبَغِي أَن تفعل بِهِ ذَلِك أَولا ثمَّ يغذى وَإِن كَانَ فِي جَوْفه طَعَام فانتظر هضمه على الِاسْتِقْصَاء ثمَّ اغذه.

قَالَ: وَيَأْمُر بترك الْغذَاء فِي أَوْقَات النوائب وَهَذَا يَقُوله فِي الْأَمْرَاض الحادة.

قَالَ: وَأنزل إِن عليلاً سيأتيه البحران لَا محَالة فِي الرَّابِع أَو الْخَامِس وَمَعَهُ من الْقُوَّة مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>