يحْتَمل أَن يبْقى بِلَا غذَاء خَمْسَة أَيَّام فَلَا تخور قوته جدا أَقُول: إِن ابقراط قَالَ: إِن لم يحدث على هَذَا الْمَرِيض حَادث يهد قوته من سهر شَدِيد أَو استطلاق بطن أَو غير ذَلِك لم تعطه مَاء الْعَسَل وَلَا سكنجبيا وَلَا مَاء الشّعير لَكِن تَدعه خاوياً إِلَى أَن يجوز مُنْتَهى مَرضه.
لى: يسقى مَاء قَلِيلا قَلِيلا إِن عَطش.
قَالَ: وَإِن كَانَت قوته فِيهَا بعض الضعْف فاسقه مَاء الْعَسَل. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَتى كَانَ يتَوَقَّع لَهُ بحران فِي السَّابِع وقوته قَوِيَّة تفي بِالْبَقَاءِ وَلَا تسْقط إِلَى السَّابِع فَإِن ابقراط يرى أَنه يَكْتَفِي بِمَاء الْعَسَل.
قَالَ: وَقد يسقى السكنجبين كثيرا على أَنه دَوَاء لَا لِأَنَّهُ غذَاء وَكَذَلِكَ قد يسقى مَاء الشّعير قَالَ: فبقراط كثيرا مَا يمْنَع الْمَرِيض مَاء الشّعير ويقتصر بِهِ على المَاء فَقَط إِلَى الْمُنْتَهى لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْمُنْتَهى يَأْتِي فِي الرابوع الأول أَو بعده بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ فَأَما إِذا علم أَن منتهاه لَا يَأْتِي إِلَّا فِي السَّابِع أَو التَّاسِع أَو الْحَادِي عشر أَو الرَّابِع عشر فَإِنَّهُ يغذوه بِمَاء الشّعير وَأما بكشكة فيحسيه مِنْهُ كل يَوْم إِلَى الْيَوْم الَّذِي تكون فِيهِ نوبَة الْحمى أَو الْيَوْم الأول أَو الثَّانِي إِن كَانَ جَوْفه مملوءاً طَعَاما أَو ثقل طَعَام وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَ فِي جَوف العليل ثقل طَعَام فاستفرغ وَمَتى كَانَ فِي الْمعدة طَعَام فاترك حَتَّى ينحدر وَكَذَا إِن كَانَ يحْتَاج إِلَى أَن يفصد أَو يستفرغ بالإسهال فَلَا نغذه حَتَّى تسْتَعْمل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. فَأنْزل أَن العليل الَّذِي يتَوَقَّع بحرانه فِي التَّاسِع أَو فِي الْحَادِي عشر أَو الرَّابِع عشر يحْتَاج إِلَى شَيْء من هَذِه. أَقُول: أَنا نغذوه مُنْذُ أول الْأَمر بكشك الشّعير بعد أَن نَنْظُر فِي قوته فَإِن كَانَت قَوِيَّة اقتصرنا بِهِ على مَائه وَإِلَّا أعطيناه ثقله أَيْضا مَعَ المَاء.
وَينْقص من الْغذَاء إِذا قرب الْمُنْتَهى وَلَا يغذى الْبَتَّةَ فِي يَوْم البحران إِلَّا يَوْم البحران إِلَّا أَن يرهق أَمر شَدِيد من غشي أَو سُقُوط قُوَّة وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ: وأبقراط قد يمْنَع كثيرا من المرضى إِذا كَانَت قوتهم قَوِيَّة من الْغذَاء لَا إِلَى الرَّابِع وَلَكِن إِلَى السَّابِع إِذا علم أَن قواهم تفي بِأَن تبقى إِلَى أَن يَأْتِي الْمُنْتَهى وَأما أَنا فَأرى أَن تجويعه خَمْسَة أَيَّام)
تجويع كثير.
لى: جالينوس يرى أَن من لم يَأْته البحران إِلَى السَّابِع فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يغذى بِحَسب قوته وَأَن الَّذِي لَا يَنْبَغِي أَن يعْطى إِلَّا المَاء فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك إِلَى الرَّابِع وَأَكْثَره إِلَى الْخَامِس. هَذَا إِن كَانَت قوته قَوِيَّة.
لى: فَأنْزل أَن عليلاً يَأْتِي بحرانه فِي الرَّابِع عشر وَأَنه فِي الْيَوْم الأول فِي بَطْنه طَعَام فَيَنْبَغِي أَن لَا يعْطى شَيْئا الْبَتَّةَ حَتَّى ينزل مَا فِي بَطْنه مَعَ ذَلِك مُحْتَاجا إِلَى فصد أَو حقنة أَو تسكين وجع شَدِيد فَإِنَّهُ لَا يعْطى شَيْئا الْبَتَّةَ حَتَّى يعالج بِمَا يَنْبَغِي وَلَا يعْطى أَيْضا فِي أَيَّام نوبَة الْحمى إِن كَانَت عَظِيمَة شَيْئا وَيُعْطى فِي سَائِر الْأَيَّام كل يَوْم سكرجة مَاء الشّعير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute