الثالث١ نحو:{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ}[البقرة: ١١] ادَّعوا أن كونهم مصلحين ظاهر جلي، ولذلك جاء:{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ}[البقرة: ١٢] للرد عليهم مؤكَّدا بما ترى: من جعل الجملة اسمية، وتعريف الخبر باللام، وتوسيط الفصل٢، والتصدير بحرف التنبيه٣، ثم بـ "إن".
ومثله قول الشاعر "من الخفيف":
إنما مصعب شهاب من الله ... تجلت عن وجهه الظلماء٤
ادعى أن كون مصعب -كما ذهب- جلي معلوم لكل أحد، على عادة الشعراء إذا مدحوا أن يدعوا في كل ما يصفون به ممدوحيهم الجلاء، وأنهم قد شُهروا به حتى إنه لا يدفعه أحد؛ كما قال الآخر "من الطويل":
وتعذلني أفناء سعد عليهم ... وما قلتُ إلا بالتي علمتْ سعد٥