٢ هو لإبراهيم بن أدهم من مقطوعة مطلعها "من الوافر": هجرت الخلق طرا في هواكا ... وأيتمت العيال لكي أراكا إلى أن يقول: إلهي عبدك العاصي أتاكا ... مقرا بالذنوب وقد دعاكا فإن تغفر فأنت لذاك أهل ... وإن تطرد فمن يرحم سواكا؟ والشاهد في قوله: "عبدك" فلم يقل: "أنا أتيتك". ٣ كأن يقصد التوصل بالظاهر إلى الوصف، نحو قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} إلى أن قال: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ} [الأعراف: ١٥٨] ، وكأن يكون المعنى على الإظهار هو المراد؛ نحو قول الله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} [الكهف: ٧٧] ؛ لأن جملة: {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} صفة "قرية" وليست صفة "أهل"؛ لأنه مسوق للتحدث عن القرية وجدارها لا عن أهلها، وليست أيضا جوابا لإذا؛ لأن جوابها قوله بعده: {قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} فوضع المظهر موضع المضمر؛ لأن الصفة جارية على غير من هي له. ٤ المفتاح ص١٠٦.