للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الالتفات:

قال السكاكي٤:


١ [آل عمران: ١٥٩] ؛ لأنه لم يقل فيه: "فتوكل علي" ولكنه من باب تقوية داعي المأمور إلى الامتثال، لا من باب إدخال الروع في ضمير السامع؛ لأن الاطمئنان بالتوكل لا يناسبه الروع من المطمأن إليه.
٢ هو لإبراهيم بن أدهم من مقطوعة مطلعها "من الوافر":
هجرت الخلق طرا في هواكا ... وأيتمت العيال لكي أراكا
إلى أن يقول:
إلهي عبدك العاصي أتاكا ... مقرا بالذنوب وقد دعاكا
فإن تغفر فأنت لذاك أهل ... وإن تطرد فمن يرحم سواكا؟
والشاهد في قوله: "عبدك" فلم يقل: "أنا أتيتك".
٣ كأن يقصد التوصل بالظاهر إلى الوصف، نحو قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} إلى أن قال: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ} [الأعراف: ١٥٨] ، وكأن يكون المعنى على الإظهار هو المراد؛ نحو قول الله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} [الكهف: ٧٧] ؛ لأن جملة: {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} صفة "قرية" وليست صفة "أهل"؛ لأنه مسوق للتحدث عن القرية وجدارها لا عن أهلها، وليست أيضا جوابا لإذا؛ لأن جوابها قوله بعده: {قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} فوضع المظهر موضع المضمر؛ لأن الصفة جارية على غير من هي له.
٤ المفتاح ص١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>