للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبوه كهل في الخمسين، فكذلك أبو القاسم عليّ بن المحسّن، كان وحيد والديه، وقد ولد، وأبوه كهل عبر الأربعين، والعجيب أنّ أبا القاسم، عليّ بن المحسن، قد ولد له ولد، سمّاه محمدا، وهو وحيده أيضا، وقد ولد له، والأب شيخ قد تجاوز السبعين «١» .

وهؤلاء الثلاثة، الجدّ، والأب، والابن، يشبه أحدهم الآخر، في الفضل، وفي الذكاء، وفي كرم النفس، وفي انخراطهم في سلك القضاء، وفي تمذهبهم بمذهب أبي حنيفة، وفي تمسّكهم بالاعتزال، والدفاع عنه.

ويتضح تعصّب المحسّن للمعتزلة، من القصص التي أوردها في النشوار، فهو يثني عليهم، كلّما ورد ذكرهم «٢» .

وقد أضاف المحسّن التنوخيّ، إلى تعلّقه بالاعتزال، تعرّضه للتصوّف والصوفيّة «٣» .

كما أنّ القصص التي أوردها عن الحنابلة، وعن رئيسهم البر بهاري «٤» ، تدلّ على مقدار ضيقه بهم، وانزعاجه من تصرّفاتهم، وعلى عنف رئيسهم البر بهاري، واستهانته بالأنفس والأرواح «٥» .

اتّهم ابن الأثير، في كتابه الكامل في التاريخ «٦» ، المحسّن التنوخيّ،

<<  <  ج:
ص:  >  >>