أنبأنا محمد بن عبد الباقي، قال: أنبأنا عليّ بن أبي عليّ، عن أبيه، قال:
ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر الجعابي «١» ، وسمعت من يقول: إنّه يحفظ مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، إلّا أنّه كان يفضل الحفاظ، بأنّه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفّاظ يتسمّحون في ذلك، وكان يزيد عليهم بحفظ المقطوع «٢» ، والمرسل «٣» ، والحكايات، ولعله يحفظ من هذا، قريبا ممّا يحفظ من الحديث المسند «٤» .
وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث، وثقات الرجال، ومعتلّهم، وضعفائهم، وأساميهم، وأنسابهم، وكناهم، ومواليدهم، وأوقات وفاتهم، ومذاهبهم، وما يطعن به على كل واحد، وما يوصف به من السداد.
وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه، حتى لم يبق في زمانه من يتقدّمه فيه في الدنيا.