وفي السنة ٣٢٥ كان رسول البريدي إلى الأمير أبي بكر بن رائق «٢» .
كما إنّه في السنة ٣٢٦ كان رسول البريديّ إلى أمير الأمراء بجكم، حيث عقد بينهما مصالحة، توّجت بزواج بجكم من سارة ابنة أبي عبد الله البريديّ «٣» .
وفي هذا الوقت، ولد للقاضي أبي القاسم التنوخيّ، في السنة ٣٢٧، بالبصرة، غلام سمّاه المحسّن، وهو صاحب النشوار «٤» .
ولد المحسّن، في بيت فقه وعلم، فنشأ منذ طفولته محبّا للدرس، وهو يحدّثنا عن ذكرياته في الكتّاب «٥» ، كما إنّه سمع من أبي بكر الصولي، وهو حدث «٦» ، وكان أوّل سماعه الحديث، وهو في السابعة من عمره «٧» .
والمحسّن، يعتبر البصرة بلده، ويتحدّث عن نفسه، باعتباره بصريّا، فيقول في إحدى قصصه: ولي الجهنيّ «عندنا بالبصرة» الحسبة «٨» ، كما إنّه يروي في نشواره كثيرا من القصص، عن حوادث وقعت بالبصرة، وعن أشخاص بصريّين، لا يتسنّى لغير البصريّ، أن يتحدّث عنهم.
وتوفّي أبو عبد الله البريدي، في السنة ٣٣٢، فأقام أبو القاسم التنوخيّ بالبصرة، وانضاف إلى المهلّبيّ، صديقه القديم «٩» ، الذي بدأ نجمه يلمع في سماء العراق، منذ أن ترك خدمة أبي زكريا، يحيى بن سعيد السوسيّ «١٠» ، واتّصل بالأمير أبي الحسين أحمد بن بويه، الذي أصبح بعد أن استولى على العراق، الأمير معزّ الدولة.