للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: فإن سألتَ: كيفَ يُتَوَهّم أنَّه جَمعُ سَلامةٍ وقَد حُذِفَ منه في الجَمع التّاء أجبتُ: كما في جَمعِ سَلامَةِ المُؤنَّثِ فإنَّه يُحذَفُ منه التَّاء، ويكونُ جمعًا لا سِيَّما وقد صارَ هذا الجَمعُ بالواوِ والنّون عِوَضًا عن الجَمعِ بالألفِ والتَّاءِ.

قالَ جارُ الله: "وبالألفِ والتَّاء مَردودًا إلى الأصلِ كَسَنَواتٍ وعِضَوات، وغيرَ مَردُودٍ كثُبات وهَناتٍ".

قالَ المُشَرِّحُ: اعلم أنَّ لام (١) سَنَةٍ ذاتُ وَجهَين: هاءٌ نظرًا إلى قولِهِم: سانَهتُ الأجيرَ مسانَهةً، وسَنِهَتْ النَّخلةُ وتَسَنَّهَتْ أتت عَلَيها السِّنُون، وواوًا نَظَرًا إلى سَنُون وسَنَوات، واستأجرتُ الأجيرَ مساناةً، وكذلك لامُ عِضَةٍ مَن قالَ عِضاه فهي هاءٌ، ومن قالَ عِضَواتٍ فهي واوٌ. ثُبَة أصلها ثُبوَة وأمَّا ثبوة هَنه: أصلُها هِنوَة فمن رَدّ في جَمعها اللَّامَ قالَ: هَنَواتٌ، ومن لم يَرُدَّ قالَ هَنأتٌ.

قال جارُ اللهِ: "وعلى أفعلَ كآم وهو نَظيرٌ آكم".

قالَ المُشَرِّحُ: أمه: أصلُها أموه مثلُ أكمه. وفي "الصحاحِ" (٢) ما كُنتُ أمة ولقد أموت أُمُوَّةً. والقياسُ في جَمعها (٣) أن يُقال: أمؤٌ كأكم إلَّا أنَّه قُلبت الضَّمةُ فيها كَسرةً لما ذَكرنا (٤) من أنَّه ليس في كلامِ العَرَبِ كَلمَةٌ آخِرها واوٌ ما قَبلها مَضمومٌ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ (٥) ولِجَمع الرُّباعي اسمًا كانَ أو صِفةً، مُجرَّدًا من تاءِ التَّأنيثِ أو غيرَ مُجرّدٍ مِثالٌ واحِدٌ وهو فَعالِلُ كقولِكَ ثَعالِبُ، وسَلاهِبُ،


(١) في (ب) هاء.
(٢) الصحاح: ٦/ ٢٢٧٢ (وأمّا).
(٣) في (أ) أن يقال في جمعها أمؤ …
(٤) في (ب) ذكرناه.
(٥) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>