للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألف بحرفَين أوَّلُهما ساكنٌ أُميلت الألفُ نحوَ: شِملالٍ، وأمَّا إذا تَقَدَّمت بحرفَين مُتَحَرِّكَين نحوَ أكلتُ عِنَبًا لم تُؤَثِّر الكَسرةُ.

قالَ جارُ الله: وقالوا نُحُوٌّ وقُنُوُّ والقَلبُ أكثرُ".

قال المشرّحُ: هَذا على اعتبارِ الحاجِزِ.

قالَ جارُ اللهِ: "وقد يُكَسَّرُ الصّدرُ فيقال: دِلِيٌّ ونِحِيٌّ".

قال المشرّح: هذا على الإِتباع، كما يقالُ: مِبِينٍ بإتباع الباءِ الميمَ، ومِبِين (١) بإتباع الميمِ الباءَ.

قالَ جارُ الله: "وقولهم قُسِيٌّ كأنَّه جمع قَسوٍ في التَّقديرِ".

قالَ المُشَرِّحُ: أصل قِسِيٍّ قُووسٌ لأنَّه فُعُولٌ، إلّا أنَّهم قَذَموا اللَّام وصَيّروه قُسُوا على فُلُوعٍ ثم قَلَبُوا الواوَ ياءً وكَسَروا القافَ على الإِتباعِ كما كَسَروا عينَ عِصِيّ وكأنَّهم فَعَلوا (٢) ذلِكِ فِرارًا من اجتماعِ الواوين والضَّمّتَينِ، وأبدلوا من الضَّمةِ كَسرَةً، لأنَّه لَيس في كلامهم اسمٌ مُتَمَكِّنٌ آخرُه واوٌ قبلها ضَمَّةٌ فانقَلَبَت الواوُ (٣) الثَّانَيِةُ لانكسارِ ما قَبلها، وأمَّا الواوُ الأُولى الّتي هي مَدَّةٌ زائِدَةٌ فلم يُعتَدَّ بها لأنَّها حاجزٌ غيرُ حَصينٍ، ولذلِكَ قالوا: إنَّ الهَمزَةَ في رِداءٍ وكساءٍ منقلبةٌ عن حرفِ عِلّةٍ، والقياسُ صَيرورةُ هذه الهَمزَةِ ألفًا إلّا أنّه كان يلزَمُ من ذلِكَ اجتماعُ ألِفَين ساكِنين فانقَلبتِ الثَّانية إلى الهَمزةِ ضَرورةً، وقَلَبوا الواوَ الأُولى ياءً لأنَّ الواوَ والياءَ مَتى اجتَمَعَتَا، [وقد سَبَقَ الأوَّل منهما السُّكونُ قُلِبَت الواوُ ياءً، وأُدغِمَت الياءُ في الياءِ] (٤)، ولأنَّ السِّينَ


(١) ساقط من (أ).
(٢) في (ب) قلبوا.
(٣) في (ب).
(٤) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>