للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألتَ: لم كسروا في القِلّةِ ساقًا على أسوُقٍ؟ أجبتُ: لئَلَّا يَقَعَ اللَّبسةُ بينَ الأسواقِ التي هي واحدةُ السُّوقِ، وبينَ التي هي واحدةُ السَّاقِ، إنّما لم يَقلِبوها (١) دَفعًا لِلثِّقَلِ لأنَّهم تَخَلَّصوا منها إلى سُوق قالَ (٢):

ضَروبٌ بِنَصلِ السَّيفِ سوقَ سِمَانِهَا

فإن سألتَ: فكيفَ لم (٣) تتخَلّصوا من قُووس (٤) إلى قَوس أجبتُ: الاعتراضُ عَن فُعول إلى فَعل أسهلُ، وذَلكَ أنَّ سُووق جمعُ ساقٍ، وفُعول الفِعل ليست مُستَحقًّا له إنّما هي لَه كالعارِيَةِ بخلافِ فَعل بسكون العَين، فإنه يَقتضي فُعولًا لذاتِهِ فالاعراضُ عنه لا يكونُ هَيِّنًا.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ ويُقالُ في أفعل وفُعول من المُعتَلّ اللَّامِ أدلٍ وأيدٍ ودُلِيٍّ ودُمِيٍّ".

قالَ المُشَرِّحُ: اعلم أنَّ القياس في جَمعِ دَلوٍ وَيدٍ أن يُقال: أدُلوٌ وأيدُوٌ إلَّا أنَّهم فَرُّوا عنه لأنَّه لَيس في الأسماءِ المُتَمَكِّنَة اسمٌ آخِرُه واوٌ، وما قبلَه مضمومٌ، فَقَلبوا الضَّمة الواقِعَة قبلَ (٥) الواوِ كَسرةً حتى انقَلبت الواوُ [ياءً] (٦) وكذلِكَ قالوا في دُلِيٍّ ودُمِيٍّ فِرارًا من الواوِ المضمُوم ما قَبلها. فإن سألتَ أليس أنَّ الواوَ السَّاكِنة قد تَوَسَّطت بينَ الواوِ وضمّةِ اللّامِ (٧).

أجبتُ: الساكِنُ حاجزٌ غيرُ حَصينٍ، ولذلك قالوا: الكَسرةُ إذا تَقَدَّمت


(١) البيت للشماح بن ضرار الغطفاني رضي الله عنه. انظر ملحقات ديوانه ٤٤٩ واللِّسان: ١٠/ ١٩٦ (سوق)، وربما نسبت إلى أخويه جزء ومزرّد. وهو في ديوان مزرّد.
(٢) في (أ) لم يتركوها.
(٣) هو أبو طالب بن عبد المطلب، عم النبي -صلى الله عليه وسلم- أتّمه المؤلف وذكر بعض أبيات القصيدة في باب "اسم الفاعل" فانظره هناك.
(٤) في (ب).
(٥) في (أ) بعد.
(٦) في (أ).
(٧) في (أ) التي اللّام.

<<  <  ج: ص:  >  >>