للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمنزلةِ الوَصفِ إذ المُضمَرُ غَير مُستعِدٍّ للوصفِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: وقد شَذَّ نَحو فُوُوج وسُوُوق".

قالَ المُشَرِّحُ: أمَّا فُوُوجٌ فهو فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ (١)، أصله "كروه" جعل الهاءَ فيه جِيمًا كما في (سَبج) (٢) و (طازَجَة) (٣) و (مَوزَج) (٤) ألا تَرى أنّ أصله شَبه وتَازَه وموزَه وجَعل الكافَ فاءً كما جُعِلَتِ باءً في (بردسير) وهي من كُور "كَرمان" (٥) والباءُ والفاءُ مُتَقَارِبَتَانِ، والدّليلُ عليه أيضًا أنَّ الفَم في الأصلِ فارِسيٌ منقولٌ عن كوره على وزن سبه فجعل الكاف فيه فاء، ومن ثم قال النّحويون أصل الفَم فوَه بالتّحريك. وأمَّا قلبُ الراءِ فلأنَّها لما وَقَعت بينَ الضّمة والواوِ تَخَيّلوها واوًا لا سِيّما والفُرس لا يُصَرِّحونَ بالحروفِ ذلِكَ التَّصريح فإن سألتَ: لِمَ جُعِلَتْ جَمعًا؟

أجبتُ: لأنَّ فُوه لم تَرِد في الأسماءِ مفردةً (٦) فاستَخرجوا منها شَيئًا أخفَّ للمفردِ، وتركوها للجَمعِ ضَرورةً، وأمَّا سُؤوق فهي بمنزلةِ أُسدٍ وأُسُودٍ وطَلَلٍ وطُلُولٍ، وإنَّما كسَّروها دونَ أخواتِها على فُعُول لأنّهم أجروها مَجرى الصَّحيح، قالوا في قَلبها أسوُق ومِمَّا قيلَ في شَهَادَةِ عُمَر بنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه (٧):

أبعدَ قَتِيلٍ بالمَدِينَةِ أظلمت لَه الأر … ضُ تَهتَزُّ العُصاةُ بأسؤقِ


(١) لم يذكر الجواليقي في "المعرّب" وإنّما ذكر فيج: ٢٤٣ قال: والفيج: رسول السلطان على رجليه، وليس بعربي صحيح، وهو فارسي.
(٢) المعرّب: ١٨٣: خرز أسود، قال الأزهري فارسي معرّب وأصله شبه.
(٣) المعرّب: ٢٢٩ هي: النقية الخالصة وهي معرب تازه.
(٤) المعرّب: ٥، ٣١١، هو: الخّف فارسي معرب وأصله موزه.
(٥) معجم البلدان: ١/ ٣٧٧. قال حمزة الأصفهاني: بردسير تعريب أردشير، وأهل كرمان يسمونها كواشير.
(٦) في (ب).
(٧) جملة الدعاء في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>